“بيروتتنا” الحلوة.. تنتصر عليكم وتنبض بالحياة في عيد الميلاد

خاص 15 كانون الأول, 2021

كتبت هانية رمضان لـ “ليبانون نيوز”:

ظننت أنني الوحيدة التي لم تزر الـ”Down Town ” منذ اختفى بريقها بسبب حلول الأزمة، ولكن عندما قررت النزول وكسر “المقاطعة” التي أرغمنا عليها، وجدتها وقد ارتدت أبهى ما لديها من حلّة الأعياد لاستقبالنا..

ما إن وصلت، حتى تعجبت، لم أتصور أن أراها مكسورة الفؤاد، مشتاقة إلينا، إلى أبناء بيروت.. لم أتصوّر أن أجدها وقد تزينت لأجلنا في محاولة لإخفاء الغصة التي أطفأتها في الشهور الماضية..

كل ما سمعته وأنا أتجول بين زينتها، كان “رزق الله على أسواق بيروت”، “يا الله شو كنت انزل لهون”، “ضيعانك يا بيروت”…

ولكن رغم كل هذه الحسرات، لم يُهجر “الوسط” في العيد، فأهله وفدوا إليه لاسترجاع ذكرياتهم، ولالتقاط الصور في الأماكن القديمة، الأماكن التي شربنا فيها القهوة الدافئة والأماكن التي احتضنت أطفالنا وتحملت فضولهم وثرثرتهم وضجيجهم…

 

 

عيد الميلاد، أعاد إلينا شيئاً من بيروت التي نحب، وهذا ما انعكس جلياً في الوفود التي جالت في الوسط، وفي الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل، موثقة سحر هذه المدينة..

المكان هناك يضج بالألوان والحياة، أكشاك باللون الأحمر تبيع أطيب المأكولات، وغيرها يبيع إكسسوارات حرفية صنعتها أنامل أجمل النساء، أما المونة اللبنانية المصنوعة بأيادٍ بيروتية أصيلة فكانت الحاضر الأوّل..
بهذا التنوّع استقبلت بيروت ناسها، قد يجدون لديها كلّ ما يريدونه..

 

 

أما قطار الميلاد، فلا داعي للحديث عنه، فضحكات الأطفال قالت الكثير والكثير.. والابتهاج بالعروس التي أتت بفستانها الأبيض كي تلتقط صورها بين ألوان العيد، فكان الحدث الأجمل..

 

 

 

 

ببساطة هذه هي “بيروتتنا”..

 

وحين نقول “بيروتتنا”، لا نسقط في خطأ لغوي، فهو الاسم الذي أُطلق على مهرجان الأعياد، والذي يهدف وفق أحد منظميه المهندس بشير مجاعص إلى “إعادة بث الحياة في بيروت وإحياء النبض الاقتصادي لوسط المدينة”.

كل ما تحتاجه بيروت اليوم، هو مبادرة لإعادة الروح والنبض فيها، بعيداً عن المناوشات والصراعات التي دمرتها..

لذا كفّوا عن تقسيم بيروت وفق مصالحكم الخبيثة، فبيروت لم تخلق إلا للحياة وللحرية..