رولا رحلت “مختنقة”.. 15 دقيقة وهي تقاوم في “جورة الموت”!

خاص 15 كانون الأول, 2021

كتبت آية عميرات لـ “ليبانون نيوز”:

لم تذهب رولا اليوم إلى مدرستها شاء القدر أن تنخسف فيها الأرض وهي نائمة وأن تنتهي حياتها و هي تصرخ “ساعدوني” مستنجدة، علّ أحدًا يسمعها ويخرجها من حفرة الصرف الصحي التي سقطت فيها.

رولا، ابنة الـ 14 عاماً رحلت سرقها الموت من عائلتها، دون أن تحصل على شهادة البريفيه التي كانت تدرس لها.

فماذا حصل في تلك الليلة المأساوية؟
في حي السلم يتهامس الجيران عن هذه الواقعة المؤلمة التي أصابت عائلة بحلق ويشيرون أولاً إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي دفع بعائلة تتألف من ثمانية أشخاص الأم والأب وأربعة أولاد إضافة إلى الجد والجدة للسكن في بيت متهالك يتألف من غرفة واحدة ينام الجميع فيها إضافة إلى مطبخ وحمام.
وفق الجيران فإنّ البيت قديم جداً، وهو في الأصل مقام على جورة صرف صحي، هي الجورة التي أنهت حياة الشابة.

أما عن تفاصيل ليل الإثنين، فيقول الجيران أنهم استيقظوا على صوت قوي جداً حسبوه للحظة انفجارًا ما، ليكتشفوا لاحقاً أن مصدر الصوت هو الغرفة التي يسكنها جارهم وعائلته.
ما إن خرجوا من صدمة الصوت القوي، حتى سمعوا العائلة تستنجد، فدخلوا إلى الغرفة وهناك وجدوا الخزانة سقطت أرضاً وبعض الأثاث، فأخرجوا الجميع من الغرفة إلا رولا كانت مختفية..
وبين مياه الصرف الصحي التي غمرت المكان، بدأ الجيران يحاولون رفع الأثاث، ليسمعوا صوتاً خافتاً يصرخ “ساعدوني أنا هون”، وعند البحث كانت الصدمة، فالأرض التي انخسفت وسببت الفوضى كشفت عن جورة عمقها متر ونصف المتر سقطت فيها رولا، ليسقط فوقها كل شيء.
يد رولا وحدها ظلّت تقاوم، لتتم عملية إنقاذها بعد ربع ساعة من الانتباه لنداء الاستغاثة، وبعد ساعات من محاولة إنقاذها في المستشفى استسلمت رولا وسلّمت الروح!

رولا هي اليوم ضحية جديدة، مثلها مثل ضحايا الرصاص الطائش، والأدوية المقطوعة والتفلّت الأمني.. رولا ببساطة هي ضحية الإهمال والفساد في دولة لا حياة فيها.