دول الخليج تقاطع لبنان.. المسألة أبعد من “غباء” جورج قرداحي!

خاص 30 تشرين الأول, 2021

كتبت

Aya Hamdan

كتبت آية حمدان لـ”ليبانون نيوز”:

حكومة الإنقاذ أوقعت لبنان في ورطة، وربّان المسامح كريم، أوقع بين لبنان والدّول العربيّة، بدءاً من السّعوديّة التي أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسيّة مع لبنان، وصولاً إلى البحرين والكويت، مع التوقّعات أن تتّخذ العديد من الدول الخليجيّة القرار نفسه.

وزير الإعلام جورج قرداحي، لن يستقيل ولن يعتذر، هذا ما تشير إليه المعطيات حتى اللّحظة، وما أكّده رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة في مؤتمرٍ صحفيٍّ، إلى ذلك يبدو أنّ المأزق اللّبنانيّ يتجّه إلى مزيدٍ من التّدهور والعزلة!

في هذا السّياق، يؤكّد الصّحافيّ علي الأمين لـ”ليبانون نيوز”، أنّ “تصريح قرداحي الّذي صوّره قبل تولّيه الوزارة، لم يكن سوى بطاقة مرورٍ لدخوله الحكومة الجديدة، وقوله أنّ هذا التّصريح سبق التّوزير، لن يغيّر في الواقع شيئاً. فالقرداحي على ما يبدو وضع المصالح اللبنانيّة في آخر سلّم اهتماماته”.
واعتبر الأمين أنّنا “نشهد اليوم عمليّة تخريبٍ لنظام المصالح اللبنانيّة و تعديلاً في هويّة هذا البلد”، مؤكدًّا أنّ “الموقف الخليجيّ عموماً قد يشكّل صدمةً لبنانيّةً تدفع نحو إعادة النّظر بالهويّة اللبنانيّة الحقيقيّة وأنّ لبنان لا يمكن له أن يخرج عن المظلّة العربيّة ولا يمكن إعادة النّهوض بهذا البلد إلّا من خلال عودته إلى هذه الحاضنة”.
ويرى الأمين، أنّه من الصّعب أن تعود المياه إلى مجاريها مع دول الخليج، “اليوم هناك حالةٌ من التّصعيد، وإن رأينا عودةً فقد تكونُ عودةً شكليّة، فالمملكة العربيّة السّعوديّة قد اتّخذت قراراً واضحاً وهي لن تتساهل فيما يتعلّق بتهديد أمنها القوميّ أو أمنها العربيّ، وهي من خلال هذه الخطوة تخيّر الدولة اللّبنانيّة، فإمّا أن تكون دولةً محايدةً أو دولةً معادية. وحتّى الآن لا يبدو أنّ هناك موقفاً أو تبدّلاً في مواقف السّلطة اللّبنانيّة تجاه هذه التّصريحات بل هناك نوعٌ من اللّعب على الكلام. والسّعوديّة في هذه المرحلة لن ترضى بالكلام هي تريد أفعالًا وهذا ما يفسّر كلام السّفير السّعوديّ وليد البخاري الأخير. فنحن في مرحلة مُواجَهة”.

وأشار الأمين في الختام إلى أنّه “لا بدّ اليوم من إعادة النّظر في السّياسات اللّبنانيّة المتّبعة، وفي العلاقات الخارجيّة، وفي موقف القرداحي من المصالح العربيّة والخليجيّة الّتي تتّصل بالأمن القوميّ. والحلّ ليس في استقالة الحكومة أو القرداحي، وإنّما في إحداث تغييرٍ جدّيٍّ في أولويّات السّياسة اللّبنانيّة وتحديد هويّة السّياسة الخارجيّة للبنان، وخاصّةً تلك المتعلّقة بالأمن القوميّ الخليجيّ والسّعوديّ على وجه التّحديد”.