موسم “الفيروسات”: أعراضٌ قاسيةٌ وأدويةٌ “محلّقة”.. واللّقاح “ع الطريق”

خاص 16 تشرين الثانى, 2021

كتبت بشرى الوجه لـ”ليبانون نيوز”:

لم يتحصّن اللبنانيون خلال الحجر المنزلي وإغلاق المدارس والتباعد الإجتماعي في السنتين الماضيتين من فيروس كورونا وحده، بل هم كانوا في مأمن عن فيروس “الإنفلونزا” وأخواته أيضًا.
ومنذ البدء بحملات التطعيم ضد “كورونا”، ساد اعتقاد خاطئ لدى البعض بأنّ هذا الطعم قد يمدّهم بمناعةٍ قويةٍ تقيهم أيضًا أعراض “الإنفلونزا”.
لكنّ مع بدء تغيّر الطقس وعودة الاختلاط وفتح المدارس أبوابها، تنتشر إصابات الإنفلونزا بكثرةٍ بين الناس ولكن مع أعراضٍ أقسى من تلك التي كانوا قد عانوا منها في السابق: درجات حرارةٍ مرتفعة، إعياءٌ شديد، إلتهابٌ في الحنجرة، إضطراباتٌ في الجهاز الهضمي، صداعٌ قويٌّ وغيرها من الأعراض التي تُصيب عدداً كبيراً من المواطنين.

وفي هذا السياق، يؤكّد الطبيب المتخصّص في الصحّة العامة الدكتور غسّان فرّان لـ”ليبانون نيوز” أنّ “ما نشهده حالياً من إصاباتٍ بالفيروسات الموسمية هو ما كان يحصل قبل جائحة “كورونا”، وهو أمرٌ طبيعيٌّ خلال هذا الطقس الذي يُعتبر بيئةً خصبةً للرّشح، وما زاد من انتشارها هو عودة التلاميذ إلى المدارس وتراجع الإجراءات الوقائية”، مضيفاً أنه “لا خوف من عوارض الإنفلونزا، لكنّ الخوف يكمن في عدم التمييز بينه وبين “الكورونا”، داعياً المواطنين إلى “إتّباع الإجراءات الوقاية من جديد، لأنّها كما تصحّ مع “كورونا” فهي تصحّ أيضاً مع كلّ الفيروسات التي يمكن أن تصيبنا”.

وردّاً على سؤاله عن كيفيّة تأثير الوضع الاقتصادي الضاغط على صحّة المرضى، حذّر فرّان من نتائج إهمال صحة المواطنين، وأوضح أنّ “النظام الغذائي الذي تغيّر نتيجة الغلاء والتقنين الحاصل للمواد الغذائية من لحوم وفاكهة وخضار، والحالة النفسية السيئة المنتشرة، يؤديان إلى ضعف الجسم والإصابة بالأمراض. هذا بالإضافة إلى تأجيل المرضى لزيارة الطبيب إلاّ عندما تتأزم صحّتهم بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف العلاج ما يؤثر على صحّتهم وعلى صعوبة مواجهة المرض بسبب عدم الكشف المبكر عنه، كما يُعاني الطبيب أيضًا في وصف الأدوية لعدم توفّرها”.

وفي ما يخصّ أدوية “الإنفلونزا” وأسعارها، قمنا بجولةٍ على الصيدليات، فوجدنا أنّ أكثر ما يشتريه المواطنون لمقاومة هذا الفيروس هو بنادول (cold and flu) وسعره 73 ألف ليرة لبنانية، مخفّضات الحرارة التي تبلغ أسعارها الـ60 ألف تقريباً، والفيتامينات التي حلّقت أسعارها بشكلٍ جنوني، إذ يتخطّى سعر أي عبوة عادية منها الـ100 ألف ليرة. وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى بخاخات أنف لمعالجة الإحتقان وتتراوح أسعارها بين الـ50 و الـ150 ألف ليرة.
أمّا بالنسبة للقاح الإنفلونزا، فالصيدليّات حجزت كمياتٍ محدودةً منه بعد تسجيل أسماء الراغبين بالحصول على هذه اللقاحات، في ظلّ تأكيد من الوكلاء على توفّرها نهاية هذا الشهر، مع الإبقاء على سعرها القديم وهو 28 ألف ليرة لبنانية.