جعجع لـ”ليبانون نيوز”: هكذا فزنا بلقب سلة آسيا للسيدات

كتبت
Aya Hamdan
جاء فوز سيدات لبنان لكرة السلة بلقب بطولة آسيا للعبة في ظرف استثنائي إذ يعاني الشعب اللبناني الأمرين بفعل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، وجاء هذا الفوز فأحيا آمال الرياضيين بقدرتهم على تحقيق الإنجازات والبطولات رغم كل المعاناة القائمة في هذا البلد.
“ليبانون نيوز” التقى مدرب منتخب السيدات جورج جعجع الذي تحدث عن هذه التجربة وعن كيفية تغلب لاعباته على أنفسهن وصولاً إلى انتزاع اللقب عن جدارة واستحقاق.
وهنا الحوار مع جعجع:
*كيف تصف مشاركة منتخب السيدات بالبطولة الأخيرة في الأردن؟
-البطولة كانت رائعة وشكلت تجربة استثنائية للاعبات منتخب لبنان ولا سيما أنهن واجهن منتخبات تتمتع بمستويات عالية مثل إيران وسوريا وأندونيسيا، التي كانت الحصان الأسود للبطولة.
*كيف تمكنت من الوصول مع الفريق إلى هذا المستوى العالي في مسابقة قوية من هذا النوع؟
-أكدتُ لهنّ منذ بداية الطريق أنّ الهدف هو الفوز بالبطولة ولا شيء غير ذلك، الأمر الذي يتطلب منهن الجهد والتضحية. وتحدثت مع كل لاعبة منهن وشرحت لها المهمة المطلوبة منها، كما طالبتهن برفع مستوى العطاء أكثر مما يقدمهن مع أنديتهن، ولمست لديهن تجاوباً كبيراً فكانت هذه النتيجة الطيبة.
وأريد التوقف عند حماسة كل لاعبة واندفاعها رغم الإهمال والتهميش الذي تعانيه سلة السيدات في لبنان. وأطالب المعنيين برفع وتيرة الاهتمام بالسلة الناعمة ووضع برنامج مستقبلي يضمن المحافظة على مستويات اللاعبات في المنتخب الوطني.
*ما هي أبرز الصعوبات التي واجهت فريقك في البطولة؟
-عانينا لانتزاع الفوز أمام إيران، إذ تملك فريقا متمكناً ومتجانساً، لكننا حقق الفوز بخبرة لاعباتنا، علماً أن إجراءات الوقاية من “كورونا” التي رافقت البطولة أرهقت اللاعبات إذ كنا شبه محجورين وممنوعين من التنقل سوى من وإلى الملعب.
*كيف تصف مستوى المنتخب اللبناني للسيدات حالياً؟
-رائع ويبشر بمستقبل واعد. لدينا لاعبات يتمتعن بالخبرة فضلاً عن أخريات صغيرات السن، ما يخلق توليفة فريدة تمكننا من تقديم عروض مستقبلية تليق بالسلة اللبنانية. واستحقينا عن جدارة التأهل إلى المستوى الآسيوي الأول.
*كيف تعامل الإعلام عموماً مع نتائج المنتخب؟
-كانت الترجيحات تصب لمصلحتنا. واللاعبات ارتفعن إلى مستوى المسؤولية. مع العلم أنّ بداية البطولة كانت صعبة ما دفع ببعض وسائل الإعلام للتحدث عن ترجيحات لمنتخبات أخرى مشاركة، ولكننا أثبتنا أننا الأحق باللقب. وأغتنم الفرصة هنا لأوجه الشكر إلى الجالية اللبنانية التي واكبتنا، ورفعت من همة اللاعبات بشكل مؤثر.
*هل ساهم المعسكر الذي سبق البطولة في ظهور الفريق بهذا المستوى الراقي؟
-المعسكر في بكفيا كان جيداً، ولكنه لم يكن كافياً، خصوصاً بغياب ريبيكا أبو عقل التي التحقت بالبعثة متأخرة. والمطلوب في الفترة المقبلة أن نستعد بشكل أفضل لاستحقاق من هذا النوع.
*كيف تمكنت من التوفيق بين مهمتك مع المنتخب وتدريب فريق الرياضي الذي تشرف عليه ؟
-أود هنا أن أشكر إدارة النادي الرياضي التي تفهمت وضعي وساعدتني على النجاح في مهمتي كمدرب لمنتخب السيدات. وأتقدم بالشكر من رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي الذي دعمني أيضاً وقدم كل التسهيلات المطلوبة.
*ما هي رسالتك للاعبي ولاعبات كرة السلة في لبنان؟
-الرسالة الأولى لمنتخب الرجال الذين نثق بقدرتهم على تحقيق نتائج جيدة في الاستحقاقات الخارجية القادمة. أطالبهم بوضع كل الحسابات الشخصية خلفهم والتفكير فقط بمصلحة وطنهم.
ونتيجة منتخب السيدات برهنت أن التضحية من أجل الوطن تحقق النتائج المرجوة. وأنا أعتبر ما حققته لاعبات لبنان درساً رياضياً لكل البعثات اللبنانية في الخارج.
*برأيك هل سيؤثر توقيف البطولة على المستوى الفني؟
-التوقيف سلبي لأن الفرق تسير بإيقاع معين وتضطر للتوقف. ورغم أنّ التمارين لن تتوقف لكنها ستكون بغياب لاعبي المنتخبات الذين يشكلون القوة الضاربة في كل فريق. الأمر الذي يتطلب جهداً أكبر من مدربي الأندية واللاعبين. ولكن كل شيء يهون في سبيل لبنان واسم وسمعة الوطن.