استثمارات كرة القدم المالية أغرب من الخيال

كتبت
Aya Hamdan
خاص ليبانون نيوز
لا أؤيد باريس سان جيرمان ولا أشجعه لأنني من مشجعي مارسيليا في فرنسا، لكن تعاقد النادي الباريسي مع الأرجنتيني ميسي جعلني أشاهد ١٠٠ مباراة للفريق على الأقل، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن صفقة انضمامه إلى النادي جعلت الأشخاص الذين يحبون ميسي ينتقلون “بصرياً” معه وهذا ما يُسمى بالتسويق الناجح.
تسويقٌ اقتصاديٌّ، إعلاميٌّ، جماهيريٌّ وكرويّ، ناهيك عن مشجعي النجوم الآخرين حول العالم من مبابي إلى دوناروما وصولاً إلى قائد ريال مدريد سيرجيو راموس وكوكبة أسماء لا تعدّ ولا تحصى.
قد يقول البعض أنّ الهدف من كل التعاقدات هو الحصول على دوري الأبطال، وهم محقّون، لكن دوري الأبطال غير مضمون ولو تعاقدت مع كلّ نجوم العالم، لكن لا يمكن استبعاد الهدف التسويقي أبداً من حسابات نادٍ فتي تأسس قبل أقل من ٥٠ عاماً.
التعاقد مع ميسي اليوم هو ربما أفضل ما حصل في العاصمة الباريسية، أهدافه الإيجابية لا تحصى ولا تنتهي، أقلها أن النادي وجّه رسالة للجميع بأنه قادرٌ على التعاقد مع أي نجم كان، بعد استطاعته إقناع ميسي بمشروعه وضم أسطورة كروية حية كانت بمثابة حلم لباريس والكثير من الأندية، ولو اعتقد البعض أنّ القوة المالية كانت وراء موافقة الأرجنتيني، لكن هذا لا يلغي أن مشروع النادي أصبح ناضجاً وأصبح يلعب دوراً في انضمام النجوم، بعيداً عن السمعة المالية، على اعتبار أنّ قطبي مانشستر وتشيلسي وحتى اليوفي قادرون على دفع نفس الراتب لميسي القادم مجاناً.
والحديث عن “مجاناً” يفتح الباب أمام التعاقدات الذكية والكبيرة التي يقوم بها الفريق بوجود البرازيلي ليوناردو الذي لن يصدق أحدٌ أنه استطاع التوقيع مع دوناروما، سيرجيو راموس، وميسي وغيرهم مجاناً في الوقت الذي لو أراد شراءهم لوصل سعرهم مجموعين إلى نصف مليار يورو.
وبالعودة إلى مشروع النادي نجد أن نيمار مثلاً مستمر معه للموسم الخامس على التوالي، فيما قلب الفريق ماركو فيراتي يلعب معه منذ ٢٠١٢، دي ماريا ٢٠١٥، كيمبيمبي “ابن النادي” القائد ماركينيوس ٢٠١٣، دراكسلر ٢٠١٧ وغيرهم ما يعني أن الاستقرار في النادي والتشكيلة هو عامل جذب للنجوم واللاعبين الكبار.
علماً أنه وبحسب موقع Salarysport.com فإن رواتب جميع لاعبي النادي الفرنسي البالغ عددهم ٦٧ لاعباً في الفريق الأول والشباب يتقاضون ٢٠٢ مليون يورو سنوياً وهو رقم أقل من الذي يتقاضاه نجوم برشلونة وحتى إن أضفنا رواتب اللاعبين الجدد أي ميسي، راموس، ودوناروما والتي تبلغ حوالي ٧٠ مليوناً، دون أن ننسى أنّ النادي الباريسي سيتخلى عن عدد من لاعبيه في الفترة القادمة لتخفيف النفقات وهذا ما يجعل رئيسه ناصر الخليفي واحداً من أذكى رؤساء الأندية في السنوات الأخيرة، بعد أن جعل باريس قوة اقتصادية وكروية من دون أن يضطر إلى دفع نفس مبالغ تعاقدات السيتي أو اليونايتد أو برشلونة وغيرهم.
الحرب القادمة في كرة القدم هي حرب اقتصادية تُستخدم بها العقول وليس الأقدام أبداً.