“شم ولا تدوق”.. الانهيار يسرق موسم الأعياد و”يغيّب” بابا نويل؟!

خاص 3 كانون الأول, 2021

كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:

انعكست الأزمة الاقتصادية بشكل كبير على العديد من اللبنانيين، فاختلفت طقوس الاحتفال بالأعياد، تبعاً للدولار وارتفاع سعر الصرف.

الحديث عن انخفاض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني، لم يعد جديداً، ولكن الجديد هي مائدة الميلاد التي ستخسر العديد من أطباقها، والشجرة التي ستخسر زينتها وإضاءتها، والهدايا التي -إن وجدت- ستكون رمزية!

ومع أنّ المتاجر بمعظمها مليئة بزينة الميلاد، إلاّ أنّ الإقبال ضعيف، فالمواطن اكتفى بمتابعة هذه المشتريات والنظر إليها من بعيد دون التفكير بالسؤال عنها خوفاً من الأسعار الخيالية، فكانت “شم ولا تدوق”، هي القاعدة التي لجأ إليها الكثيرون للاستمتاع بأجواء العيد بين أضواء المتاجر دون أن يحملوا هذه الزينة إلى بيوتهم.

وما نقوله ليس مبالغة، فسعر شجرة الميلاد يبدأ من 5 ملايين ليرة، ويصعد ارتفاعاً، أي أضعاف أضعاف الحد الأدنى للأجور.

أما زينة الميلاد فرواية أخرى، فسابقاً كان المواطن بإمكانه أن يزين بيته وشجرته بمبلغ لا يتجاوز الـ200 ألف، أما اليوم أضواء الشجرة وحدها يبلغ سعرها أكثر من 500 ألف ليرة!

إلى ذلك، كانت العديد من المتاجر ولا سيما الصغيرة، قد أغلقت أبوابها بسبب انخفاض الطلب على السلع، في وقت ارتفعت فيه فواتير الكهرباء أما الإيجارات فأصبحت تتبع ارتفاع الدولار!

ولأنّ اللبناني يبحث عن فسحة أمل، لجأ عدد كبير من العائلات إلى استخدام زينة الأعوام الماضية، فيما استفاد بعضها من المتاجر ومراكز التسوق التي أعلنت عن تخفيضات على الزينة بغية تصريفها!

واللافت هذا العام، أنّ الأزمة شملت جميع المناطق، حتى تلك التي كانت تتميّز بكونها “مرتاحة”، فالمتاجر في الحمرا والأشرفية ومار الياس فارغة من الزبائن، الذين اكتفوا بالنظر إلى الزينة والاستمتاع بجمالها من خلف الواجهات الزجاجية.

“إنه لوضع مفجع”، يقول جورج وهو صاحب محل هدايا في الأشرفية لـ “ليبانون نيوز”، موضحاً: “اليوم اضطرت إحدى الأمهات إلى إخراج ابنتها من متجري باكية، بعدما عجزت عن شراء الزينة والهدايا لها”.

كان من المؤلم أن أرى الطفلة تريد هدية وأمها عاجزة، هذا المشهد ليس منطقياً. الكبار قد يتقبلون فكرة عدم امتلاك شجرة، ولكن ما ذنب الأطفال؟”، يضيف جورج، معلّقاً: “هناك آباء يخبرون أطفالهم أنّ بابا نويل مريض ولن يزورهم هذا العام”.

هذا الشهر الذي ينتظره جميع اللبنانيين للاحتفال بالأعياد، جاء هذا العام قاسياً، ما دفع كريستال للقول لـ”ليبانون نيوز”: “لا دولار، لا مال، لا عيد ميلاد، لا عشاء، لا شيء”، مشيرة إلى غياب كل مظاهر الاحتفال هذا العام.

“لن أتمكن من إعداد عشاء الميلاد للعائلة هذا العام، ولن يكون بمقدور أيّ أحد من عائلتنا فعل ذلك، إذ بالكاد لدينا طعام على المائدة”، تتابع كريستال، مردفة: “لا أدري كيف سأخبر أطفالي أننا نمر بظروف مالية صعبة للغاية و لا نستطيع الاحتفال”.