“الإنترنت” ينقذ اللبنانيين.. فريش دولار ولكن بصعوبة!

اخبار بارزة, خاص, لبنان 9 كانون الثاني, 2022

كتبت آية عميرات لـ “ليبانون نيوز”:

لم يعد يكفي الشباب اللبناني دخلٌ واحد، لمواجهة الضغوطات، فغالباً ما يبحث هؤلاء عن فرصة عمل ثانية وثالثة بغية التمكن من تغطية تكاليف الحياة، وكان الهدف المنشود هو العمل”أونلاين”، لاسيّما وأنّ الانخراط في الفضاء الإلكتروني خارج قيود المواصلات والوقت يمكّن الناس من زيادة الدخل، وهم جالسون في منازلهم.

العمل على الإنترنت ليس سهلاً كما يعتقد البعض، فهو أيضاً يستلزم العديد من الجهد واقتناص الفرص.

وممن اقتنصوا الفرصة، فرح الديماسي، فهذه الشابة التي تبلغ من العمر 24 عاماً، والتي تخرجت من أحد معاهد التجميل في لبنان وخضعت للعديد من التدريبات وراكمت الخبرات، لم تسمح لها الظروف المادية السيئة بفتح مركز تجميل خاص بها، ما دفعها إلى إنشاء صفحة عبر “انستغرام”، وعرض نماذج تجسّد أعمالها.
“لم أستطع أن أحقق طموحي في هذا البلد ولم أتمكن أيضاً من التخلّي عنه والهجرة”، تقول فرح لـ “ليبانون نيوز”، مضيفة: “لذلك قررت أن أضع خبرتي لمساعدة الفتيات، من خلال إعطاء الدورات عبر تطبيق “زوم” أو “واتس آب” وبسعر أقل بكثير من المعاهد”.
تتابع فرح: “أنا اليوم لا أستطيع فتح مركز تجميل رسمي، فقررت إلى جانب الدورات أن أتابع عملي من داخل منزلي وخصوصاً من غرفتي الصغيرة التي أفرغتها من كل شيء باستنثاء أدوات التجميل ومستلزماتها، فتحوّلت مساحةً مريحةً للزبائن وواظبت على عرض كل أعمالي عبر مواقع التواصل”.

وفرح مثل مريم الخليل، التي منذ أن أنهت دراسة الترجمة لم تجد فرصة عمل لها، فتوّجهت للعمل أونلاين بهذا المجال، ولحسن الحظ كان هذا الأمر هو الأفضل لها، فهي اليوم تتلقى بدلاً عن عملها بالدولار.
“أعمل لدول الخارج وقد ساعدني أقربائي المغتربون في الحصول على هذه الفرصة”، تقول مريم لـ “ليبانون نيوز”، مضيفة: “من هم خارج لبنان يدركون جيداً ما نعاني منه، لذلك يساعدوننا على إيجاد فرص عمل، لا سيّما وأنّ اللبناني لم يعد قادراً على متابعة حياته براتب لا يتجاوز المليوني ليرة أي أقل من 70$ شهرياً”.

أمّا المهندس الكهربائي أحمد عيتاني، والذي كان يعمل في إحدى أكبر الشركات في سن الفيل قبل إغلاق أبوابها بسبب الظروف السيئة، اضطر إلى التوّجه إلى الأونلاين، من خلال إرسال المشاريع لشركات في الخارج، وقد حالفه الحظ وقُبل في إحداها.
وفي تعليق على ذلك، يقول أحمد: “لم أستطع الجلوس دون عمل، فأرسلت المشاريع للعديد من الشركات، حتى قبلت في إحداها وبدأت العمل أونلاين، أما راتبي فبات بالدولار”.
وختم أحمد بالقول:” الوضع اليوم سيء جداً، نحن ببساطة نعيش في غابة ولا إمكانية لنا لأن نثور على من أوصلنا لكل هذا الفساد وقتل طموحنا بقلب بارد”.