الدولار إلى 22000.. لماذا لم تتراجع أسعار الدواء؟

اخبار بارزة, خاص, لبنان 28 كانون الثاني, 2022

كتبت آية عميرات لـ “ليبانون نيوز”:

كعادتها، تتمادى الدولة اللبنانية في “اغتيال” الشعب اللبناني، من خلال خطوات غير مدروسة، من بينها وأفظعها رفع الدعم الجزئي عن أدوية الأمراض المزمنة، ما أدّى إلى تضاعف سعرها على نحو مهول، دون توفير أيّ بديل ودون إقرار البطاقة التمويلية حتى.

رفع الدعم الجزئي عن الأدوية أتاح عودتها وغيرها من الأدوية المدعومة إلى الصيدليات بعد شهور من الانقطاع، فبعدما أعطت وزارة الصحة الموافقات المسبقة، وصلت إلى لبنان خلال الأسبوع الماضي كميات من الأدوية المدعومة بشكل كامل أو جزئي، على أن تصل كمّيات إضافية الأسبوع المقبل.

هذه القرارات التي قد تزامنت مع دولار تخطّى الـ33 ألف، تطرح سؤالاً حول تراجع أسعار الدواء التي وصلت إلى لبنان، مع تراجع سعر صرف الدولار 10 آلاف حيث سجّل اليوم 22700 ل.ل.
في هذا السياق يقول النائب الدكتور عاصم عراجي لـ”ليبانون نيوز”: “حتماً الأدوية غير المدعومة (رفع عنها الدعم في تمّوز 2021) سينخفض سعرها فهي مرتبطة مباشرةً بسعر الصرف”، موضحاً أنّ “أغلب هذه الأدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية وتؤخذ بشكل غير منتظم لفترة وجيزة مثل المضادات الحيوية”.
ويوضح عراجي أنّ الأدوية المدعومة جزئياً، كأدوية الأمراض المزمنة، سيتراجع سعرها :”هذه الأدوية مدعومة بنسبة تتراوح ما بين الـ 25 والـ 80 في المئة، وبالتالي تتأثر هذه النسبة غير المدعومة بسعر الصرف”.

أما عن أزمة خلوّ مركز توزيع الأدوية في الكرنتينا التابع لوزارة الصحة من أدوية الأمراض السرطانية والأمراض المزمنة، فيؤكد عراجي أنّ “الكثير من الأدوية متوفرة، وخلال الأسبوع المقبل ستصل كميات من الأدوية التي لم تكن متوفرة”، موضحاً أنّ “الأدوية المفقودة موجودة في القطاع الخاص”.

في المقابل أكّد نقيب الصيادلة السابق غسان الأمين لـ “ليبانون نيوز” أنّ “الفوضى في تسعير الدواء مخالفة واضحة للقانون الذي يحصر مسألة تسعير الدواء بوزارة الصحة العامة، وعبر لجنة محدّدة”.

وشدّد الأمين على أنّه “عند انخفاض صرف الدولار في السوق السوداء لا بد من تراجع أسعار الأدوية غير المدعومة و هذا يقع على عاتق وزارة الصحة”.

ويوضح الأمين أنّ “أدوية الأمراض المزمنة، تشكل نصف الفاتورة الدوائية في لبنان، وقيمتها مليار و700 مليون دولار أميركي وهذه من المتوقع إنخفاض سعرها”.

وفي الختام أكّد الأمين أنّ “على مصرف لبنان ووزارة الصحة تحديد الكميّات والأصناف المدعومة من الدواء التي يُسمح باستيرادها، أما دور المستورد فيبدأ عند حصوله على الموافقات المسبقة، ليتواصل حينها مع الشركات المصنّعة في الخارج ويؤمّن الشحنة في أسرع وقت”.