غزة ولبنان..جبهتان تتوقع إسرائيل إشتعالهما

لبنان 11 تشرين الأول, 2020

كتبت

Aya Hamdan

تشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى احتمال تصاعد التوتر والمظاهرات عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة واستئناف إطلاق البالونات الحارقة باتجاه “غلاف غزة” في جنوب إسرائيل، فيما لا تزال حالة التأهب المرتفعة، منذ 80 يوماً، مستمرة في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية مع لبنان تحسبا من تنفيذ “حزب الله” عملية استهداف جنود.

ونقلت صحيفة “معاريف” الأحد، عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن “حماس تشعر بضغوط وضائقة على خلفية الوضع الصعب في القطاع. ورغم أنها نجحت خلال الشهر الأخير بلجم انتشار كورونا بنجاعة نسبية، ولم تخرج عن السيطرة حتى الآن، رغم ارتفاع طفيف في نسبة المرضى في الأيام الأخيرة، بعد فترة متواصلة من الانخفاض. لكن قطاع غزة يغلي فوق الأرض وتحتها، والضغوط النابعة من الضائقة الاقتصادية الشديدة توجه نحو حكم حماس”.

وأضاف المصدر الأمني أنه في خلفية ذلك، يتوقع استئناف المنحة المالية القطرية، وأن قيادة “حماس” تسعى إلى زيادة مبلغها إلى 303 مليون دولار. واعتبر المصدر نفسه أنه “ليس مستبعدا أن تمارس حماس هذه المرة أيضاً، مثلما فعلت في المرات السابقة، ضغوطا بواسطة الإرهاب ضد إسرائيل من أجل زيادة المنحة المالية”.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمه موقع “عرب 48″، إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن “حماس” تفضل لجم محاولات فصائل أخرى لإطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، لكن “ما أن ترتفع سخونة الوضع، سيستوجب إطلاق البالونات الحارقة رداً إسرائيلياً، وبعدها تصبح الطريق لاستئناف إطلاق القذائف الصاروخية قصيرة”.

وحسب المصدر الأمني، فإنه “على الرغم من أن فترة الأعياد (اليهودية) مرّت بهدوء يكاد يكون مطلقاً، لكن هذا الهدوء لن يستمر لفترة طويلة”.

وفي ما يتعلق بالتوتر بين إسرائيل وحزب الله، اعتبرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن المفاوضات بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية لا تؤثر أبداً على هذا التوتر الأكبر من نوعه منذ حرب لبنان الثانية، عام 2006.

ونشر الجيش الإسرائيلي قوات على طول الحدود، كما نصب “القبة الحديدية” لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى وتم نشر حواجز في الطرقات المحاذية للحدود، ويُسمح لمركبات عسكرية فقط بالاقتراب من الحدود. وتنسب إسرائيل إلى حزب الله محاولتين لتنفيذ هجومين، في مزارع شبعا وبإطلاق نيران قناصة باتجاه قوة إسرائيلية بالقرب من مستعمرة المنارة دون أن تسفر عن إصابات.

وأشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل تدرك هذه المرة أن (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله يريد جندياً مقتولاً”. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي رصد طوال فترة التوتر تحركات غير عادية لناشطي “حزب الله” الذين يقتربون من الحدود، “ويكاد لا يمر يوم من دون أن يرصد الجيش الإسرائيلي إطلاق طائرات مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وفي معظم الحالات لا تنجح بتجاوز الحدود بفضل وسائل يستخدمها الجيش”.

وأضافت الصحيفة أن “نهاية التوتر لا تظهر في الأفق، ويبدو أن نصر الله يستمتع أيضاً برؤية نجاحه بجعل الجيش الإسرائيلي يوجه موارد إلى هذا الوضع”.

وتابعت الصحيفة أن “جولة على طول الحدود تكشف واقعاً آخر. فالطريق إلى المطلة، وكذلك إلى منطقة مزارع شبعا، خالية من تلك الحواجز العسكرية التي ميّزت شوارع الشمال في الفترة الأخيرة”.

وتفسر مصادر عسكرية الانخفاض الظاهر للتوتر، بأنه مؤقت وحسب، وهو صحيح بالنسبة لفترة زمنية معينة. وربما يكون أحد أسباب ذلك هو انتشار كورونا في لبنان. واستغلت فرقة الجليل العسكرية التهدئة في الأيام الأخيرة من أجل إنعاش القوات، وتحسين المواقع والاقتراب من الحدود بشكل لم يُسمح بتنفيذه مؤخراً.

وحسب الصحيفة، فإن “التقديرات هي أن الهجوم الذي يحاول حزب الله تنفيذه محدود لاستهداف جنود فقط، من أجل عدم إشعال مواجهة واسعة في هذه الجبهة”، لكن “إسرائيل هددت في الأسابيع الأخيرة بأنه في حال استهداف جنودها أو مواطنيها، فإنها لن تكتفي برد فعل محدود ضد أهداف حزب الله، وأن دولة لبنان ستضطر إلى تحمل الثمن”.

والتخوف هو من أن سلسلة ضربات وردود فعل ستؤدي إلى مواجهة واسعة مع “حزب الله”، وهذه لن تكون مشابهة لأي مواجهة شهدتها إسرائيل في الماضي. وتبذل قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي كل ما بوسعها من أجل منع مواجهة كهذه، لكن الضباط هناك يعتقدون أن الظروف تشير إلى أن مواجهة مع “حزب الله” أقرب من أي مرة في الماضي.
المدن