أطفالنا ضحية سلاح خطر.. فهل يتحرّك الأهل؟

كتبت
Aya Hamdan
كتبت آية حمدان لـ”ليبانون نيوز”:
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أساسية في مجتمعنا، فبتنا لا نستغني عنها، حتى في الأعمال. غير أنّ الأبرز فيها هو الـ”تيك توك”، والذي يتيح لمستخدميه جني أموال طائلة
مقابل المشاهدات التي يحصدونها على فيديوهاتهم بغض النظر عن المحتوى، علماً أنّ نسبة ليست بقليلة من مستخدمي هذا التطبيق يقدمون محتويات غير لائقة ولا تناسب الأطفال.
ولكن لماذا يسمح الأهل لأطفالهم باستخدام هذا التطبيق؟ هذا هو السؤال الأساسي، من هذا المنطلق تعتبر المعالجة النفسية والأخصائية في العلاج النفسي العيادي سينتيا الخويري، أنّ المسؤولية تقع أولاً على العائلة، باعتبار أنّ “هذه التطبيقات تضرّ بمخيلة الأطفال كما تسبب تأخراً في النمو وبعض الاضطرابات في التركيز، ومن الممكن أن تسبب العنف وتخلق مشاكل سلوكية”، مشيرة إلى أنّ “الوقت المسموح لكل طفل لمشاهدة التلفزيون هو من نصف ساعة إلى ساعة، إذا كان عمره لا يتخطى الـ 5 سنوات”.
في حال كانت هذه القيود تفرض على مشاهدة التلفاز، فما بالكم بوسائل التواصل الاجتماعي والتي لا يمكن ضبطها؟
في هذا السياق تؤكد الخويري أنّ “لوسائل التواصل الاجتماعي آثار سلبية عديدة على الأطفال، أهمها الإدمان والذي يؤدي بدوره إلى التقصير في الأنشطة الحياتية كالدرس، كما قد تعرّض هذه المواقع الطفل أو المراهق للتنمر أو التحرش الإلكتروني فهي تعتبر ساحة مفتوحة للتعليقات وبالتالي الأطفال والمراهقون ليسوا مهيئين لاستقبال التعليقات والانتقادات باستمرار ما سيقلل من ثقتهم بأنفسهم، عدا عن الفشل في الحياة والعلاقات الاجتماعية”.
وأشارت الخويري إلى دراسات أظهرت أنّ لهذه الوسائل تأثير سلبي على الصحة النفسية والعقلية وتؤدي إلى أمراض نفسية عدة من بينها القلق، التوتر، العصبية ،الاكتئاب وقد تؤدي إلى الهوس وفي بعض الأحيان إلى النرجسية.
كما أنّ قضاء وقت كبير عليها يساهم في زيادة الوزن الأمر الذي قد ينتج عنه العديد من المشاكل الصحية.
إلى ذلك، نصحت الخويري الأهل بأنّ “يتحدثوا مع أطفالهم حول إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وحول خطورتها، ومنعهم من نشر خصوصياتهم”، ودعتهم أيضاً إلى وضع قواعد لاستخدام هذه المواقع كتحديد وقت، وتحديد المواقع التي يسمح باستخدامها.
وشدّدت الخويري على أنّه لا يجب السماح لمن هم تحت 12 عاماً بتسجيل حساب على هذه المواقع، وأن يكون هذا الحساب تحت إشراف الأهل.
ومن النصائح التي قدمتها أيضاً، “إبعاد الأجهزة الذكية عن الأطفال أو المراهقين أثناء نومهم واعتماد المنبه التقليدي. وتشجيع الأطفال على عدم استخدام الإنترنت لوقت طويل ودفعهم إلى تطوير علاقات اجتماعية واقعية من خلال تمضية الوقت مع أصدقاء حقيقيين بعيداً عن العالم الافتراضي، بالإضافة إلى تحميل الطفل بعض المسؤوليات المناسبة لأعمارهم، وتسجيلهم في أنشطة رياضية وترفيهية وتشجيعهم على المطالعة”.