كيف ستؤثر الحرب الأوكرانية – الروسية على الاقتصاد العالمي ولبنان؟

كتبت كارول هاشمية لـ “ليبانون نيوز”:

ما إن تنفسّ الكوكب قليلاً من جائحة كورونا، حتى اندلعت بوادر الحرب العالمية الثالثة، مع بدء التدخل العسكري لروسيا في أوكرانيا، وما يرافق ذلك من تلويح بفرض عقوبات قاسية على روسيا.
هذا المناخ أدّى إلى ارتفاع سريع في أسعار النفط والذهب والقمح، وتعثر التجارة العالمية، فتداعيات هذه الحرب لن تنعكس فقط على البلديْن المتنازعيْن، بل ستؤثر على اقتصاد العديد من الدول، ما دفع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) إلى التحذير من العواقب، وخاصّة في ملف الأمن الغذائي.
من جهته قال ستيف تارافيلا، المتحدث الرسمي باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إنّ “القمح سيكون السلعة الغذائية الأكثر تضررًا، فروسيا هي أكبر مصدر للقمح في العالم ، وأوكرانيا مصدر رئيسي أيضًا”.
وكلام تارافيلا ليس تفصيلاً، فالدولتين تستحوذان 29% من تجارة القمح العالمية، ووفقاً لتقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط (MEI) في واشنطن، فإنّ أوكرانيا تصدر 95٪ من حبوبها عبر البحر الأسود، فيما تذهب 50% من صادرات القمح إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وكما دول العالم، فإنّ لبنان سيتضرر أيضاً من هذه الحرب، وخاصة في ملف القمح، فالدولة اللبنانية تستورد هذه السلعة من أوكرانيا، وكانت نسبة الاستيراد تبلغ 50% قبل انفجار مرفأ بيروت، لترتفع إلى 80% بعد حالة الشلل التي أصابت المرفأ وتضرر الإهراءات.

انطلاقاً من ذلك، فإنّ لبنان مهدد حالياً بأزمة قمح، في ظلّ اوضاع اقتصادية متأزمة، وفقر متزايد.

في هذا السياق قال أحمد، الذي يملك سوبرماركت في بيروت لـ”ليبانون نيوز”: “ما إن استيقظنا على غزو روسيا لأوكرانيا، حتى هرع المواطنون إلى شراء الخبز و تموينه خوفاً من ارتفاع السعر أو انقطاعه، وشهدنا أيضاً إقبالاً كبيرًا على شراء الطحين”.
ولا يستغرب أحمد هذا الهلع، معلقاً: “الخبز هو قوت الفقير، وما يشعر به اللبناني المحروم في هذه المرحلة طبيعي جداً إذا ما قسناه بالظروف الاقتصادية والانهيار الذي نعيشه”.

من جهتها، ما زالت السلطة اللبنانية غارقة في “اللالاند”، فوزير الاقتصاد أمين سلام، طمأن اللبنانيين بأنّ المخزون يكفي لمدة شهر ونصف.

الحرب الروسية – الأوكرانية لن تنعكس فقط على سوق القمح، بل أيضاً على الذرة والشعير، ما يعني ارتفاع أسعار الأعلاف واللحوم.
والمعادلة نفسها، فيما يتعلق بالنفط والذهب، إذ تخطّى سعر برميل النفط عتبة الـ100 دولار، واستقر عند 103 دولارات للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات. ومن المتوقع أن تشهد أسعار الطاقة بشكل عام، والنفط والغاز بشكل خاص ارتفاعًا متسارعًا مع تصاعد الحرب، وسوف يشمل هذا الذهب والمعادن الأخرى ما سينعكس سلباً على الأسواق المالية.

ماذا عن التعليم؟
تعدّ أوكرانيا وجهة لآلاف الطلاب من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولبنانياً هناك عدد كبير من الطلاب الذين يدرسون في الجامعات الأوكرانية بسبب انخفاض الرسوم الدراسية و المعيشية هناك مقارنة بدول أوروبا الغربية وكندا وأمريكا، فضلاً عن أنّ الشهادات في أوكرانيا معترف بها.