طلاب لبنان ضحايا المماطلة: تأجيل في إمتحانات الكولوكيوم ومراوغة في إمتحانات الجامعة اللبنانية

لبنان 17 تشرين الأول, 2020

كتبت

Aya Hamdan

يتحضّر طلاب لبنان لخوض تجاربٍ أكاديمية بعيدة عن الفوضة العارمة في بلدهم، بحثاً عن الإستقرار والطمأنينة في أماكنٍ أخرى حول أقطار العالم لكسب الخبرات وتلبية تطلّعاتهم الفكرية وطموحاتهم المهنيّة.

في المقابل، تُراوغ السلطات المحليّة في تأخير مواعيد إجراء إمتحانات الطلاب، فيما يتحضّر هؤلاء للسفر وبدأ عامهم الدراسيّ الجامعي في الخارج. فالمماطلة سيدّة الموقف، دون الأخذ بعين الإعتبار مصلحة الطالب أولاً.

يبقى الطالب اللبناني عالقاً في وطنه الأم يتطلّع إلى مستقبله المشرق وواقع حاله المُذري.
وبناءً على قرار رقم 400 /م/2020 الصادر عن وزارة التربية في لبنان بتارخ 4/9/2020، حُدّدت مواعيد إجراء إمتحانات الكولوكيوم (الشفهيّة والخطيّة) لهذا العام للدورة الأولى ابتداءً من تاريخ 19/10/2020.

ومنذ أيام، فوجئ طلاب الطب العام، التمريض، طب الأسنان، الصيدلة، العلاج الفيزيائي، علم التغذية، وعلم النفس، بتأجيل هذه الإمتحانات لمدّة غير محدّدة، دون تبليغهم بشكل رسمي من قبل الوزارة المعنية، إلى أن نشرت الوزارة اليوم تاريخاً جديداً لمواعيد إجراء الإمتحانات ابتداءً من 2/11/2020 على أن ينشر البرنامج الرسمي الكامل في مطلع الأسبوع المقبل.

وفي سياقِ متّصل، تقترب الأجواء هذه إلى حدّ سواء من حاملي شهادات الإجازة في الجامعة اللبنانية.
ففي هذه الحالة، تبقى الأمور غير واضحة لخرجي الجامعات اللبنانية الراغبين بمتابعة دراستهم في الخارج، بانتظار إجراء إمتحاناتهم. فبعض الكليات لم تبدأ بعد بإجراء إمتحانات الدورة الثانية للفصل الأول والثاني، وبعض الكليات أيضاً لم تحدد بعد برنامج مواعيد إجراء المواد. فيما بدأت الجامعات الخاصّة فصلها الأول لعامها الدراسي الجديد.

وأطلقت مجموعة من الطلاب صرخةً عبر “النهار” مناشدين الجهات المعنيّة لأخذ بعين الإعتبار مواعيد سفرهم إلى الخارج، مطالبينهم التقيّد بالموعد الرسمي الجديد لإجراء الإمتحانات نظراً لضرورتها وأهميتها والإسراع بتصحيح وإصدار نتائج الإمتحانات الجديدة.

واقترح بعض طلاب الطب درس إمكانية إجراء إمتحان الكولوكيوم “أونلاين” لتسهيل العملية لأولئك الذين سيكونوا خارج البلد.
فاعتبر بعضهم أنّ هذا القرار مجحف بحقّهم وظالم. فبعضهم من حجز تذاكر سفر بناءً على القرار الأخير الصادر عن وزارة التربية بتاريخ 19/10/2020.

ففي هذه الحالة سيضطر هؤلاء إلى قطع تذاكر سفر جديدة والعودة إلى لبنان فقط بهدف إجراء إمتحان #الكلوكيوم بظل الإجراءات المشدّدة مع انتشار جائحة كورونا.

وفي هذا السياق، قبل صدور قرار 17/10/2020 وضعت جامعة “LAU” صالاتها بالخدمة لتسهيل عملية إجراء الإمتحانات وضمان حسن سيرها في موعدها المحدد بتاريخ 19/10/2020 إلّا أنّها لم تلقَ جواباً على ذلك.

فيتعلق مصير الطلاب الآن، بين المراوغة وتراشق مسؤوليات التأخير بين الوزارات المعنية من جهة والجامعة اللبنانية من جهةٍ أخرى.
فهذه هي حالة الفوضى السائدة في القطاع التعليمي: إمتحانات مؤجّلة وطلّاب يترنّحون ويتخبّطون قلقون بشأن مستقبلهم.
إلى متى سيبقى الطالب في لبنان ضحية هذه المراوغة؟ يحتاج فقط لهذه الشهادة كي يتحرّر من قفص الظلم بحقّه، وما تقوم به الجهات المعنيّة الآن يصب فقط في هدر، إضاعة وقتل الوقت والطموحات.
النهار