أميركا تعوّل على عباس إبراهيم… هل ينجح مرّة ثانية؟

كتبت
Aya Hamdan
يحمل المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم معه من الولايات المتحدة مهمّة صعبة بعد الحفاوة التي إستقبل بها في واشنطن. وتكمن صعوبة هذه المهمة التي تتعلّق بإطلاق مخطوفين أميركيين في سوريا، في إنسداد أفق العلاقات الأميركية مع النظام السوري والعقوبات الأميركية المفروضة عليه، وآخرها “قانون قيصر” الذي دخل حيّز التنفيذ في حزيران (يونيو) الماضي والمتضمن عقوبات إقتصادية إضافية عليه.
منذ أن تسلّم مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين والمبعوث الرئاسي الخاص السابق لشؤون الرهائن مهامه في أيلول (سبتمبر) 2019 باتت قضية الرهائن الأميركيين أولوية للأمن القومي. واللواء إبراهيم يدخل على خط هذا الموضوع بعد مواكبته اتصالات أفضت إلى الإفراج عن اللبناني الإميركي نزار زكّا في حزيران (يونيو) 2019 بعد احتجازه من قبل إيران عام 2015 بتهمة التآمر، في مقابل إطلاق الإيرانية نيجار غودسكاني التي كانت موقوفة في أوستراليا بتهمة تصدير تكنولوجيا محظورة بطرق غير شرعية إلى إيران، وإطلاق الأميركي سام غودوين من سوريا في تموز (يوليو) 2019.
وقد تمّ تكريم اللواء إبراهيم في واشنطن التي لبّى دعوة رسميّة لزيارتها، تقديراً لـ “الجهود التي بذلها لإطلاقهما (زكّا وغودوين)”. وخلال ولاية أوبراين أفرجت إيران عن العسكري الأميركي السابق مايكل وايت في حزيرن (يونيو) الماضي بعد احتجازه عامين.
وتهتمّ أميركا بإطلاق المصوّر الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي اختطف في سوريا في إب (أغسطس) 2012. وبعد شهرين على احتجازه ظهر معتقلاً لدى مسلحين. وفي آب (أغسطس) الماضي أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقترح على الرئيس السوري بشار الأسد في الذكرى الثامنة على إختطاف المصور الصحافي الأميركي” في آذار (مارس) الماضي اقامة حوار مباشر، مشيراً إلى أنه “حاول التواصل مع مسؤولي النظام بهدف الكشف عن مصير مواطنه”. وذكرت تقارير إعلامية أن تايس إعتقل من قوات النظام السوري في دمشق.
ويعتبر السفير فوق العادة ومدير البرامج لدى “المؤسسة الأميركية لتكنولوجيا السلام” نزار زكّا في حديثه إلى “النهار العربي” أن “الأميركيين يولون قضية تايس إهتماماً كبيراً. ولا نعرف إلى أين ستؤدي المفاوضات في قضية الرهينة الأميركية في سوريا”.
ويرى أن من “شأن نجاح إبراهيم في المساعدة على الإفراج عنه، والتوسّط لدى سوريا لهذه الغاية، أن ينعكس إيجاباً على دور لبنان الإقليمي”.
وأشار إلى أنّ “اللواء إبراهيم استقبل على مستوى عالٍ من جانب المسؤولين الإميركيين وتمّ منحه جائزة ذات قيمة معنوية، في وقت لم يحل تفشّي وباء كورونا دون القيام بهذه الزيارة على اعتاب الإنتخابات الإميركية”، ولذلك فهذه الزيارة تنطوي بتوقيتها، بحسب زكّا، على رمزية كبيرة”.
وقال زكا: “إن المسعى الأميركي لإطلاق تايس بدأ منذ مدّة غير قصيرة. وقد التقى أوبراين في بيروت اللواء إبراهيم منذ فترة”، مضيفاً أن “المدير العام للأمن العام لبّى دعوة مستشار الأمن القومي لتكريمه تقديراً للجهود التي بذلها في إطلاق الأميركي غودوين في تموز (يوليو) 2019، كما المساعدة في الإفراج عنّي. وهو يتمتع بصدقية وتعامل إنساني وله رصيده في سجل إطلاق رهائن، وقد ساعد في إطلاق محتجزين في غير منطقة منهم راهبات معلولا والحجاج الذين إحتجزوا في أعزاز، وأنا عندما رأيته خلال إحتجازي في إيران شعرت أن لبنان حضر بشخصه المحترم ووقف إلى جانبي وقفة رجال”.
المصدر: النهار العربي