هل ستنقذ انتخابات 15 أيار لبنان؟

خاص, لبنان, مباشر 13 أيار, 2022

كتبت

Aya Hamdan

كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:

أصبح الفساد وسوء الإدارة من السمات المميزة الأساسية للحكم في لبنان، وسط كل ذلك يستعد اللبنانيون للإدلاء بصوتهم في الـ15 من أيار. ولكن هل هناك أي أمل في حدوث تحول أو تغيير سياسي أم سيتابع البلد طريقه إلى جهنم؟
في العام 2019، تعرّض الاقتصاد اللبناني لأسوأ أزمة، وفي العام 2020 أدّى تفجير مرفأ بيروت، الذي حصل بسبب إهمال من هم في السلطة إلى سقوط 230 ضحية، ورغم الفاجعة ما زال حقد المسؤولين يحول دون التحقيق في هذا الملف!

عقود من التدهور..
الفساد ليس وليد اللحظة في لبنان، فلبنان يعانيه منذ زمن، كما يعاني من المحاصصة الطائفية التي ترسخت منذ انتهاء الحرب الطائفية.
وفيما أسفرت العقود الماضية عن تكديس الأموال في جيوب السياسين، أدّى ذلك في المقابل إلى تراكم الديون على الدولة اللبنانية، ما تسبب في هذه الأزمة الأخيرة، فانهار البلد وتراجعت الأوضاع المعيشية بشكل مخيف!
وكانت العملة اللبنانية قد فقدت أكثر من 90% من قيمتها منذ العام 2019، فيما بلغ معدّل التضخم 215%. ومنذ ذلك الوقت ويشعر اللبنانيون بخيبة كبيرة، دون ثقة بالمنظومة، وهذا ما يدفع فقط بـ54% إلى التصويت وفق منظمة “أوكسفام”.

المقاطعة
يتجّه العديد من اللبنانيين إلى المقاطعة، بعدما أعلن الرئيس السابق سعد الحريري الخروج من الحياة السياسية وعدم الترشح شخصياً أو تبنّي أيّ ترشيح.
في هذا السياق يؤكد محللون أنّ المقاطعة ستصب لمصلحة حزب الله، المدعوم من إيران.
ويمتلك الحزب بالفعل حوالي 55% من المقاعد البرلمانية، ويأمل بتعزيز حضوره السني بالحصول على المزيد من المقاعد.
وفي تعليق على هذا الأمر، يقول المرشح على لائحة لبنان السيادة في دائرة بيروت الأولى نجيب ليان لـ”ليبانون نيوز”: “إنّ هذه الانتخابات مصيرية ويجب إسقاط التيار الوطني الحرّ لأنّه يمثل حزب الشيطان في الأشرفية”، مضيفاً: “هودي ما بيشبهونا، هودي بقايا الاحتلال السوري”.
وتابع ليان: “حينما انتفضنا قالوا لنا إذا لم يعجبكم هاجروا، وعندما رفعنا الصوت أطلقوا النار علينا. نحن أبناء الثورة، نحن بشير الجميل ورفيق الحريري وسمير قصير وجبران التويني وحسن خالد”.
وفي الختام توّجه المرشح إلى أهالي بيروت بالقول: “إذا كنتم تريدون معرفة حقيقة ما حصل في 4 آب، وإذا كنتم تريدون لبنان عربي الهوى و ليس فارسياً اذهبوا إلى صناديق الاقتراع وصوّتوا لتاريخكم وأمجادكم. في 15 أيار عليكم أن تختاروا، أو لبنان فخر الدين وجبران خليل جبران، لبنان جورج شحاده وأمين معلوف ولبنان فيروز. أو لبنان تيار الويلات”.

المفاوضات مع صندوق النقد
إلى ذلك كان لبنان قد بدأ مفاوضات جارية مع صندوق النقد الدولي للحصول على القروض والمساعدات.
وفي الشهر الماضي، توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي على صرف قرض بقيمة 3 مليارات دولار مشروط بتنفيذ لبنان سلسلة من الإصلاحات، بما في ذلك التخلص من قوانين السرية المصرفية التي تتيح للبنك المركزي حجب المعلومات عن المانحين، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي.
غير أنّه من المرجح أن تستمر النخبة السياسية في التقاعس عن الإصلاحات التي قد تكون ضارة بمصالحها الشخصية وثروتها.
ومع أنّ هذا القرض لا يعد شيئاً مقارنة بديون لبنان الساحقة البالغة 70 مليار دولار، إلا أنه سيظل نقطة انطلاق مهمة، كما يقول المحللون.

وهنا السؤال الأهم: من يراقب؟
تاريخياً أغرق السعوديون والإماراتيون لبنان بالأموال، لكنهم انسحبوا مع تشديد قبضة حزب الله – وإيران – على السلطة.
وازدادت الأمور سوءًا العام الماضي بعد أن انتقد وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حرب اليمن، ما دفع السعوديين إلى منع استيراد جميع الواردات اللبنانية.
ومع أنّ السعوديين أبدوا استعداداً لإصلاح الأمور، غير أنّ هذا الأمر صعب في حال استمرت قوة حزب الله في النمو.

في سياق كل ما سبق لا بد أن نسأل: هل ستنقذنا صناديق الاقتراع؟