التهاب الكبد الوبائي يتفشى في لبنان: الوقاية وسبل العلاج

كتبت

Aya Hamdan

كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:

لوحظ مؤخراً انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي (أ) وقد بدأت وزارة الصحة بالتقصّي بعد ظهور 49 حالة مصابة في قضاء طرابلس، وأخذت عيّنات من مياه الشرب لفحصها.
وتعد هذه العدوى شائعة في البلدان النامية والمتوسطة الدخل التي تعاني من ظروف صحية سيئة وانعدام النظافة الصحية، بينما تنخفض معدلات الإصابة في البلدان المرتفعة الدخل حيث يتحسن مستوى المعيشة.
وغالبًا ما يفلت الأطفال من العدوى في مرحلة الطفولة المبكرة ويصلون إلى سن الرشد بدون مناعة. ومع ذلك، فإن العدوى لا تعني دائمًا المرض لأن الأطفال الصغار المصابين لا يعانون من أي أعراض ملحوظة.

نظرة عامة عن الفيروس
التهاب الكبد (أ) هو عدوى في الكبد ناجمة عن فيروس التهاب الكبد (أ). يعتبر الفيروس نوعًا من أنواع متعددة من فيروسات التهاب الكبد التي تسبب الالتهاب وتؤثر على قدرة الكبد على أداء وظائفه.
ومن الأسباب المباشرة للإصابة بالتهاب الكبد (أ) الطعام أو الماء الملوث، أو الاحتكاك المباشر مع شخص مصاب أو جسم ملوث.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية (WHO) هناك 1.5 مليون حالة إصابة بفيروس التهاب الكبد hepatitis A كل عام في جميع أنحاء العالم، مع انخفاض المستويات الاجتماعية والاقتصادية وصعوبة الحصول على مياه الشرب النظيفة باعتبارها العامل الأساسي الذي يساهم في حدوث وانتشار المرض.
يدخل الفيروس عبر الفم ومن ثم ينتقل من المعدة للدم وينتهي بالكبد. وتتراوح أعراض التهاب الكبد (أ) من خفيفة إلى شديدة ويمكن أن تشمل الحمى، والشعور بالضيق، وفقدان الشهية، والإسهال، والغثيان، وألم في الجزء العلوي للبطن وخصوصاً الجهة اليمنى، والبول داكن اللون، واليرقان (اصفرار العين والجلد).
فيما لا تظهر جميع الأعراض على كل شخص مصاب.
يعاني البالغون من علامات المرض وأعراضه أكثر من الأطفال.
تكون شدة المرض والنتائج المميتة أعلى في الفئات العمرية الأكبر سنًا.
لا يعاني الأطفال المصابون بالعدوى الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات عادة من أعراض ملحوظة، ويصاب 10٪ فقط باليرقان.
في هذا السياق كان لـ “ليبانون نيوز”مقابلة مع الدكتور محمد الحارس لمعرفة المزيد عن هذا الفيروس وقال:
يمكن لأي شخص لم يتلقّ اللقاح أو أصيب من قبل أن يصاب بفيروس التهاب الكبد (أ). وتحدث معظم حالات عدوى التهاب الكبد (أ) في مرحلة الطفولة المبكرة وخصوصاً في البلدان النامية.
وأضاف الدكتور حارس لا يمكن تمييز حالات التهاب الكبد (أ) سريريًا عن الأنواع الأخرى من التهاب الكبد الفيروسي الحاد. ويتم إجراء تشخيص محدد عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة الخاصة بـ HAV في الدم.
أما بالنسبة لطريقة العلاج، فلا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد (أ). قد يكون التعافي من الأعراض للعدوى بطيئًا ويمكن أن يستغرق عدة أسابيع أو شهور ولكنه لا يترك آثارًا جانبية إلا في حالات نادرة جداً، إذ بنسبة 1 من بين 10,000 مصاب قد يتسبب هذا الفيروس بفقدان مفاجئ لوظائف الكبد وخصوصًا عند كبار السن أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الكبد. وفي هذه الحالة يتطلب فشل الكبد الحاد البقاء في المستشفى للمراقبة والعلاج. وأحياناً يحتاج بعض الأشخاص المصابين بفشل الكبد الحاد لزراعة كبد.


وشدد د. حارس على تجنب الأدوية غير الضرورية. والحفاظ على الراحة والتوازن الغذائي المناسب، بما في ذلك تعويض السوائل المفقودة بسبب القيء والإسهال. وختم بالقول أننا نستطيع الوقاية من هذا الفيروس والحد من انتشاره وذلك من خلال التأكد من سلامة الأغذية، وتأمين إمدادات كافية من مياه الشرب الآمنة، والتخلص السليم من مياه الصرف الصحي داخل المجتمعات، والحفاظ على النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام قبل وجبات الطعام وبعد الذهاب إلى الحمام.