قراءة جديدة : الضغط على روسيا يحقق نهاية دائمة للازمة الاوكرانية

كتبت
Aya Hamdan
بعد تجاوز المئة يوم على بدء الغزو الروسي على أوكرانيا، أصبح للحرب تأثير سلبي أكثر وضوحًا على مجموعة واسعة من القضايا، بحسب موقع “ذا كونفرسايشن” الأوسترالي، “من أزمة غذاء عالمية يمكن أن تستمر لسنوات إلى مشاكل خطيرة تتعلق بتكلفة المعيشة واحتمال حدوث ركود عالمي، وهي أثار عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للحرب نتيجة قلق القادة الغربيين وترددهم حيال أفضل السبل للرد”.
Advertisement
بحسب الموقع” :هناك حجج لتأخير التقدم الروسي أو حتى محاولة هزيمته من خلال تعزيز أوكرانيا عسكريا، وبالقدر نفسه هناك حجج من أجل تسوية تفاوضية سريعة اعتماداً على التنازلات الأوكرانية. على جبهة التسوية، كانت هناك تقارير تفيد بأن الضغط الغربي يتزايد على كييف لتقديم تنازلات لروسيا لإنهاء الحرب، ومن بينها تعليقات وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في أيار وتحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنه يجب عدم إذلال روسيا. ومع ذلك، فإن مثل هذه الضغوط الدولية التي تمارس على أوكرانيا لا تبدو فعالة بشكل خاص. لا يزال المسار السياسي للتسوية الفعلية معطلاً، في حين تستمر المفاوضات والمناقشات الإنسانية حول فتح موانئ أوكرانيا على البحر الأسود فقط بفضل الوساطة التركية وجهود الامم المتحدة”.
ad
ماذا لو لم تنته الحرب في أوكرانيا: سيناريوهات متوقعة؟
أوكرانيا تفوز بالفعل: هل يتحقق النصر دون المجازفة بحرب نووية؟
وتابعت الصحيفة، “ومع ذلك، فإن الجهود جارية لإحياء المفاوضات السياسية بين أوكرانيا وروسيا. ويزور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تركيا حاليًا، مما يخلق فرصة لاستكشاف استئناف المفاوضات بوساطة تركية. وفي مكالمة هاتفية حديثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حثه المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس ماكرون على إجراء “مفاوضات مباشرة وجادة مع الرئيس الأوكراني”. لم يغلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الباب أمام المفاوضات، وأصر في مقابلة أجريت معه مؤخرًا على أن “أي حرب يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات”. لكن مواقف موسكو وكييف لا تزال متباعدة كما كانت في آذار. ومن غير المرجح أن يتغير هذا حتى يقرر الطرفان أنهما لا يستطيعان تحسين مواقعهما في ساحة المعركة”.
ورأت الصحيفة أن “تغييراً مشابهاً ليس بالأمر الوشيك. فنحن نشهد معركة مستمرة في دونباس وخطابا روسيا لا نهاية له حول تحرير المنطقة. بالنسبة لموسكو، تبقى محاولة تأمين الأراضي الأوكرانية وترسيخ سيطرتها في الشرق والجنوب أولوية. أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن إعلانها في كثير من الأحيان عن “إعادة القوات الروسية إلى المواقع التي احتلتها قبل غزو 24 شباط” واستعادة “السيادة الكاملة على أراضيها” مشكوكا به لانه في نهاية المطاف لا تظهر أي علامات على السعي لأي نوع من الاستسلام. علاوة على ذلك، يواصل الشركاء الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تزويد أوكرانيا بالأسلحة بينما يواصل الاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات على روسيا. لذلك يبقى القتال مكثفًا ومكلفًا لكلا الجانبين. لم يتغير الوضع العسكري على الأرض في أوكرانيا كثيرًا في الأسابيع الأخيرة، حيث كسب الجانبان وخسرا الأراضي في مناطق مختلفة على طول خط أمامي يبلغ حوالى 500 كيلومتر. على الرغم من التوقعات التي تفيد العكس، لم تسقط الدفاعات الأوكرانية، فقد فقدت أوكرانيا بعض الأراضي في دونباس، لكنها حققت مكاسب مهمة حول خاركيف مما عزز تصميمها على الانتصار على الغزاة الروس. بالنسبة إلى كييف وحلفائها الغربيين، فإن أي اتفاق يعزز سيطرة الكرملين على الأراضي التي تحتلها روسيا في دونباس ومنطقة البحر الأسود يصب في مصلحة بوتين. في الواقع، أصبح الضغط من أجل هزيمة روسيا في أوكرانيا رسالة رئيسية من العديد من العواصم الغربية. يعتبر البعض هذا أفضل طريقة للحد من المغامرات الروسية المستقبلية وطمأنة الحلفاء الرئيسيين داخل وخارج الناتو، من دول البلطيق إلى مولدوفا وتايوان”.وبحسب الصحيفة، “فإن الحديث عن الضغط الغربي على أوكرانيا مضلل أيضًا لثلاثة أسباب إضافية. أولاً، حقيقة أنه لن يتم التمسك بأي تسوية بدون دعم أوكراني، بما في ذلك التأييد الشعبي الذي لا يفضل في الوقت الحالي تنازلات من أي نوع. ثانيًا، ليس هناك رغبة غربية كبيرة في الضغط على أوكرانيا. بعد كل شيء، فإن الضغط من أجل الحصول على تنازلات أوكرانية سيكون بمثابة هزيمة ذاتية في السعي لتحقيق الأمن والاستقرار في أوروبا. ما لم تدرك روسيا أن الغرب مستعد وقادر على الرد، فلن يكون من الممكن إقامة نظام أمني جديد ومستقر في أوروبا. إن التنازلات لروسيا، من قبل أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ليست السبيل لتحقيق ذلك. وأخيرًا، فإن إنهاء الحرب لا يقتصر فقط على التنازلات الأوكرانية. يتطلب التفاوض على تسوية سلمية والالتزام بها طرفان”.
وختمت الصحيفة، “لن يكون الضغط على أوكرانيا كافياً لسد فجوة الثقة العميقة الموجودة حالياً. السلام بين روسيا وأوكرانيا – سواء عن طريق النصر العسكري أو عبر اتفاق سلام عن طريق التفاوض – ليس نهاية الأزمة الحالية الأوسع نطاقًا للنظام الأمني الأوروبي والعالمي التي يجب حلها. لذلك، يجب أن ينصب تركيز الغرب على الضغط المستمر على روسيا، بدلاً من أوكرانيا. قد لا يؤدي هذا إلى نهاية سريعة للغزو الروسي، بل إلى نهاية دائمة”.
المصدر: خاص “لبنان 24”