الغضب المفاجئ.. أسبابه وأعراضه وطرق العلاج
قد يعتاد المحيطون بك على أنك شخص هادئ ومتحكم في أعصابك وغير حاد في ردودك، إلى أن تأتي لحظة ما تنفجر فيها وتغضب إلى درجة عالية وما يحدث لك يطلق عليه البعض أنك انفجرت من كثرة الهدوء، وذلك يحدث ويعاتبك عليه البعض من غير المتفهمين للطبيعة البشرية، خاصة أن الغضب عاطفة إنسانية طبيعية وصحيَة، ولكن قد تنقلب ضد الشخص، خاصة إذا كان أول مرة يتعرض للغضب، ويلومه المحيطون به عند خروجها عن نطاق السيطرة؛ لأنها يمكن أن تؤدي به إلى مشاكل في العمل، في حياته المهنية والشخصية، فكيف يمكن للشخص الذي تعرض للغضب المفاجئ أن يتحكم في أعصابه حتى لا يمر بهذه الحالة مرة أخرى.
يقول الدكتور أحمد الباسوسي استشاري الصحة النفسية: تعرض الشخص للغضب المفاجئ، يجعله يشعر كما لو أنّه تحت رحمة مشاعر قوية لا يمكن التنبؤ بها، ويقسم أنواع وشدة الغضب إلى عدة أنواع؛ حيث يختلف الغضب في شدته من تهيج خفيف إلى غضب شديد وعدوانية.
أسباب وتأثير الغضب على الجسم
وتابع: إن الغضب يرافقه تغييرات فسيولوجية وبيولوجية؛ حيث يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وترتفع معه مستويات هرمونات الطاقة مثل الأدرينالين، والنورادرينالين، وقد يحدث الغضب بسبب الأحداث الخارجية أو الداخلية؛ فقد يكون الشخص غاضبًا من شخص معين أو من حدث ما أو قد يكون سبب الغضب هو القلق وكثرة التفكير بشأن المشاكل الشخصية.
ويمكن أيضًا لذكريات الأحداث الصادمة أو الغاضبة أن تثير مشاعر الغضب لدى الشخص خاصة الكتوم، كما أن الطريقة الغريزية الطبيعية للتعبير عن الغضب تظهر من خلال الرد بقوة؛ حيث يشكل الغضب استجابة طبيعية للتكيف مع التهديدات، لأنَّه يحفز المشاعر والسلوكيات القوية، التي غالبًا ما تكون عدوانية، والتي تسمح للأشخاص بالقتال والدفاع عن أنفسهم عند التعرض لهجوم ما، ولذلك يعتبر الغضب بقدر معين أمرًا ضروريًا أي يكون غضبًا محمودًا.
ولكن من ناحية أخرى، لا يمكن مهاجمة كل الأشخاص أو الأمور أو الأحداث التي تزعج الإنسان؛ حيث إنَّ القوانين، والأعراف الاجتماعية، والحس السليم يضعون حدًا لمدى استجابة الإنسان لغضبه.
الكتمان والإحباط والأذى يسبب الغضب المفاجئ
وفي السياق نفسه، أكد الباسوسي، أن الشعور بالإحباط أو الأذى أو الانزعاج يحفز الشعور بالغضب؛ حيث إنه يمكن للغضب أن يساعد الشخص أو يؤذيه في حالات أخرى، اعتمادًا على كيفية تفاعله معه، فإذا كان الشخص يستطيع أن يتفاعل دون أن يؤذي شخصًا آخر، فقد يكون ذلك شعورًا إيجابيًا، أما إذا كان يشعر بالغضب في داخله فقط، فقد يؤدي ذلك إلى سلوك عدواني سلبي مثل الانتقام من الناس دون إخبارهم بالسبب، أو الانتقاد والعدائية، ولذلك معرفة كيفية التعرف على هذه المشاعر والتعبير عنها بطرق مناسبة يمكن أن يساعد على التعامل مع حالات الطوارئ والغضب السريع، وحل المشكلات، والتمسك بالعلاقات المختلفة.
أعراض الغضب
يضيف الباسوسي: إن أعراض الغضب تحدث نتيجه لوجود الأعراض العاطفية المرتبطة بالغضب، ولكن لا تقتصر الأعراض العاطفية على الشعور بالغضب فحسب؛ بل تمتد إلى عدد من الحالات العاطفية التي قد تشير إلى فشل الشخص في التعامل مع الغضب بطريقة إيجابية وصحيَة، مثل التهيج والعدوانية المستمرة، والقلق، ومواجهة صعوبة في تنظيم الأفكار أو إدارتها، أو تخيل أفكار بشأن إيذاء النفس أو الغير.
كما توجد بعض الأعراض الجسدية المرتبطة بالغضب؛ حيث تحدث المشاعر القوية تغييرات جسدية في الجسم، والغضب ليس استثناءً؛ حيث ترك الغضب دون معالجة قد يعرض صحة الشخص العامة للخطر، ومن الأعراض الجسدية المرتبطة بالغضب ما يلي الشعور بالتنميل أو الوخز، وخفقان القلب أو ضيق الصدر، الصداع، الشعور بضغط في الرأس أو تجويف الجيوب الأنفية والإجهاد.
طرق التخلص من الغضب المفاجئ
أكد الباسوسي أنه على أي إنسان أن يعرف طرق التخلص من الغضب المفاجئ، حماية لنفسه وللآخرين تلاشيًا أي تبعات، وهذه الطرق منها أن يعرف التفكير قبل التحدث؛ لأنه في ظل لحظات الغضب، من السهل أن يقول الشخص شيئًا يندم عليه لاحقًا؛ لذلك ينصح بأخذ بضع لحظات لتجميع الأفكار قبل قول أي شيء، والسماح للآخرين المشاركين في الموقف نفسه بفعل ذلك.
التعبير عن الغضب بعد الهدوء
هنا ينصح الباسوسي، بالتعبير عن الغضب بعد أن يهدأ الشخص، أي عندما يستطيع أن يفكر بوضوح ويعبر عن إحباطه بطريقة حازمة، ولكن غير مؤذية للأشخاص من حوله، إذ يجب على الشخص تحديد مخاوفه واحتياجاته بشكل واضح ومباشر، دون إيذاء الآخرين أو محاولة التحكم بهم. ممارسة التمارين الرياضية؛ حيث يمكن أن يساعد النشاط البدني على تقليل التوتر الذي قد يسبب الغضب.
وفي هذه الحالة ينصح الشخص الغاضب بالمشي السريع أو الركض عند الشعور بالغضب، أو قضاء بعض الوقت في ممارسة أنشطة بدنية ممتعة أخرى.
البحث عن الحلول الممكنة
بدلاً من التركيز على ما جعل الشخص يشعر بالغضب، يجب أن يعمل على حل المشكلة المطروحة، وتذكير نفسه بأن الغضب لن يصلح أي شيء بل قد يزيد الأمر سوءًا.
الحصول على استراحة
على الشخص الغاضب منح نفسه فترات راحة قصيرة خلال أوقات اليوم التي تميل إلى أن تكون مرهقة، بضع لحظات من الهدوء قد تساعد على الشعور بشكل أفضل، والاستعداد للتعامل مع الأمور المستقبلية دون غضب أو عصبية.
الابتعاد عن الضغينة
يعد الغفران والمسامحة أداة قوية، لذلك يجب على الشخص الغاضب محاولة تغلب المشاعر الإيجابية على المشاعر السلبية، وإذا استطاع أن يسامح شخصًا أغضبه، فقد يتعلم من هذا الموقف، بل وقد يدعم علاقاته الاجتماعية بالآخرين.
الفكاهة
ينصح الباسوسي، باستخدام الفكاهة للتخلص من التوتر؛ حيث يمكن أن تساعد الفكاهة على نزع فتيل التوتر، وقد يساعد استخدام الفكاهة والمزاح على مواجهة ما يجعل الشخص غاضباً، ولكن يجب تجنب السخرية؛ لأنّها قد تؤذي مشاعر الآخرين وتزيد الأمور سوءًا.
الابتعاد عن النقد
حيث يجب الابتعاد عن نقد الآخرين وإلقاء اللوم عليهم، وبدلاً من ذلك يُنصح بالتركيز على مشاعر الشخص نفسه نتيجة أفعال الآخرين والنقاش معهم بهدوء ووضوح.
الابتعاد عن الشعور بالضغينة
يعد الغفران والمسامحة أداة قوية؛ لذلك يجب على الشخص الغاضب محاولة تغلب المشاعر الإيجابية على المشاعر السلبية، وإذا استطاع أن يسامح شخصًا أغضبه، فقد يتعلم من هذا الموقف؛ بل وقد يدعم علاقاته الاجتماعية بالآخرين، استخدام الفكاهة: يُنصح باستخدام الفكاهة للتخلص من التوتر؛ حيث يمكن أن تساعد الفكاهة على نزع فتيل التوتر، وقد يساعد استخدام الفكاهة والمزاح على مواجهة ما يجعل الشخص غاضبًا، ولكن يجب تجنب السخرية؛ لأنّها قد تؤذي مشاعر الآخرين وتزيد الأمور سوءًا.
طلب المساعدة للسيطرة على الغضب
السيطرة على الغضب تحدٍ للجميع في بعض الأحيان؛ لذلك يُنصح بطلب المساعدة فيما يتعلق بمشاكل الغضب إذا كان الغضب خارجًا عن السيطرة، أو يتسبب بالقيام بتصرفات يندم عليها الشخص لاحقًا أو يؤذي من حوله.
مع ممارسة مهارات الاسترخاء مثل؛ تمارين التنفس العميق، وتخيل مشهد جميل يبعث الراحة والاسترخاء، وتكرار كلمات أو جمل تهدئ الشخص الغاضب مثل أخذ الأمور ببساطة، والاستماع لموسيقى معينة، وممارسة اليوجا وغيرها من المهارات المختلفة التي تساعد على الاسترخاء، الحصول على قسط كاف من النوم؛ لأن النوم الجيد لمدة سبع ساعات على الأقل يسهم في إبقاء الجسد والذهن في صحة جيدة؛ لذلك تؤدي قلة النوم إلى تهيج الشخص وغضبه.