الصدمة النفسية ما بعد الزلازل والهزات وكيفية التعامل معها

كتبت آية حمدان لـ”لبنان نيوز”

أثارت الهزة الأولى التي ضربت لبنان حالة من الذعر لدى اللبنانيين وشكّل لهم حالة نفسية فالعديد شعر بحدوث هزات ولكن في الحقيقة لم تحصل والبعض الآخر أصبح يشعر بدوخة. حتى حدثت هزة أخرى قوية يوم أمس وتمكّنت من اللبنانيين بحيث شهدنا حالة هلع غير مسبوقة، وتركت العديد من العائلات بيوتها وتوجّهت إلى الشارع خوفًا من انهيار بيوتهم.
لا شك أن هزة أمس كانت قويّة لكن اللبناني تنتابه حالة من الخوف والذعر وهنا يجب تسليط الضوء على صحة اللبناني النفسية.

بحيث أشارت المعالجة النفسية فاطمة ناصيف لـ “ليبانون نيوز” بأن الصدمة بشكل عام تُعَرَّف بأن أي حدث صادم يكون تجربة مخيفة، يترك أثرًا عاطفيًا وجسديًا لأننا نشعر بخوف وقلق ولكن يجب أن يتحول هذا الخوف من فكرة أننا معرضين للخطر لفكرة أننا نحن نَجَوْنا.

وأضافت: المختلف هنا أن الهزات متكرّرة ومتتالية والناس لا تلجأ لأخبار علميّة وموثوقة والإشاعات تكثر في هذه الفترة كما أنّه يتم نشر أخبار مغلوطة بإسم مواقع إخبارية وهذا ما يزيد الهلع والقلق والتوتر. وأن الناس أهملت عملها وأصبحت تصب تركيزها على الهزة وما نسمعه هو صحيح فالناس أصبحت اليوم تراقب الحيوانات وتحركاتها وتراقب ما إذا كانت الثريا تهتز.

وبما أن الناس أصبحت تشعر بعوارض مختلفة كالحزن، الخوف، الغضب، عدم التركيز، والتفكير المستمر بالحدث، شدّدت ناصيف على أنه من المفترض أن تستمر العوارض لمدة أكثرها يصل إلى ٤ أسابيع في حال استمرت أكثر فعلى الشخص أن يتعالج ويتخلص من المشاعر.
وأشارت إلى أنه على الشخص عدم مشاهدة الأخبار الغير علمية، واختيار مصادر موثوقة لمتابعتها.
والجدير ذكره وما هو أهم هو المنحى الثقافي وبما أننا لسنا معتادين على فكرة الزلازل والهزات وثقافتنا قليلة في هذا الموضوع فهذا ما يجعلنا نتعامل بطريقة هستيرية وغير منطقية، فعلى الناس التثقف في هذا الموضوع.
كما أن المحافظة على السلوكيات الصحية مهمة للتخلص من هذه الحالة، فهناك العديد من الناس توقفوا عن الطعام والاستحمام وهذا ما يزيد الحالة سوءًا، فعليهم متابعة أعمالهم ونشاطاتهم بشكل طبيعي والتركيز أيضًا على الحياة الإجتماعية لتفريغ الطاقة ومن المهم أن يتحدث الشخص عن مشاعره إذا لديه مشاعر خوف، غضب، أو قلق.

وأشارت ناصيف إلى أن إذا لم تخف هذه المشاعر ولم يتعالج الشخص فسيقبل على مرحلة ـPTSD (Post-traumatic stress disorder) أو ما يعرف باضطراب نا بعد الصدمة أو الكرب، وعلى الشخص الانتباه لموضوع العلاج. فمثلًا أول ما ورد على عقول العديد من اللبنانيين عندما حدثت الهزة الأولى هو انفجار المرفأ وهذا بسبب عدم المعالجة من صدمة هذا الإنفجار، فأي صدمة ستوعّي الصدمات المسبقة. والجدير ذكره أن الشخص الذي تعرّض لصدمات أكثر فهي تكون أضعف لتلقي الصدمات، لذلك نحن دائما نذكر أن العلاج النفسي مهم.
وفي هذا السياق أكدت ناصيف أن الناس تتوجه للدواء مباشرة ولكن الأفضل التوجه لمعالج نفسي بالمرحلة الأولى فمن الممكن أن العلاج يقتصر فقط على هذه المرحلة ولا ضرورة للأدوية.