سجال طائفي جديد بسبب التوقيت الصيفي… والشارع اللبناني بين موافق ومعارض

كتبت آية حمدان لـ”لبنان نيوز”:

ما إن صدر عن رئاسة مجلس الوزراء مذكّرة تقضي بتأجيل بدء العمل بالتوقيت الصّيفي، إستثنائيًّا هذا العام، بحيث يتمّ تقديم السّاعة ساعةً واحدة اعتباراً من منتصف ليل 20 – 21 نيسان 2023. ظهر الجدال الكبير الذي أُخذ على منحى مسيحي-مسلم.

فاستنكر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل هذا القرار، وعلق في تغريدة نشرها على تويتر قائلًا : “قصة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كتير بمعانيها… ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها أو بعصيانها”.

وهنا بدأ الجدال حول موضوع الساعة فمن جهة أُخرى رد المفتش العام المساعد لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية والإمام في جامع الإمام علي بن أبي طالب على باسيل بتغريدة جاء فيها: “قبلت أم لم تقبل الأمر عندنا سيان والبحر أمامك بلطه أو اشرب ماءه وعنصريتك المقيتة التي خبرناها جيدا لن تنفعك بعد اليوم الا بشيئ من العطف والبكاء على الأطلال .. لقد سقطت سقوطا حراً في قعر جهنم التي فتح بابها عمك كرمى لعيونك على حساب لبنان وشعبه وقريبا جدا سترى خصمك على كرسي الرئاسة أما أنت فلو تحققت العدالة فمكانك خلف القضبان”.

وكرّت المسبحة… فأعلنت العديد من المحطات والمواقع الإخبارية أنها لن تلتزم بقرار تأجيل تعديل التوقيت الصيفي وستلتزم بتعديله عند منتصف هذه الليلة وطبعًا لم يقف الموضوع عند المحطات بل المدارس والمطرانيات كانت ضد هذا القرار، ومن جهة أُخرى التزمت موقع ومحطات أخرى بهذا القرار.

ولكن الجدير ذكره والذي يستوقفنا أن هذه المرة، وجدت التيارات السياسية المتخاصمة حجة جديدة لسجال طائفي حول حقوق المسيحيين والمسلمين.
فساعة واحدة كانت كفيلة بتضليل وتضييع هموم اللبنانيين. فخبر الساعة جعل عددًا كبيرًا من المواطنين ينسى موضوع الكهرباء، انقطاع الدواء، قضايا الفساد، والأهم، ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء المعيشي والذي سيسبب مجاعة في لبنان. والتفتت الأنظار إلى الساعة. فليت الأنظار تعود إلى مسارها الطبيعي وليت الجدل والاعتراض يعود على اقتصاد لبنان الذي تخطى مرحلة الإنهيار وليت أنظار السياسيين تتجه إلى مجلس النواب وليت موضوع انتخاب رئيسًا للجمهورية اللبنانية يكون همهم الوحيد بدلًا من موضوع الساعة…. والآن يُترك موضوع التوقيت الصيفي رهن المشاورات لأخذ القرار قبل منتصف الليل وقبل انقسام الشارع اللبناني إلى شوارع عدة