بمناورات الصين.. قلق عالمي على مصير نصف حاويات العالم

عرب وعالم 9 نيسان, 2023

كتبت “سكاي نيوز” عربية: “باتت 50 بالمئة من التجارة العالمية مهددة بالتوقف بعد المناورات التي تجريها الصين الآن حول جزيرة تايوان؛ ردا على زيارة رئيسة تايوان إلى الولايات المتحدة؛ ما يهدد بمزيد من التعطيل لسلاسل التوريد التجارية المتأثرة أصلا بأزمتي فيروس كورونا وأوكرانيا.

ووفق محللين سياسيين يرصدان الموقف لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن هذا الأمر رسالة من بكين لدول العالم بأن تجارته في خطر إن لم يتحرك لوقف دعم واشنطن لما تسميه بـ”انفصال” تايوان.

أهمية مضيق تايوان

يمر منه سنويا أكثر من نصف حاويات العالم، وتنتقل من عمالقة الصناعة الآسيوية (الصين واليابان وكوريا الجنوبية) متخذة طريقها إلى أوروبا.

وهو الممر المائي الأكثر ازدحامًا في العالم، ويمر من خلاله 88 بالمئة من أكبر سفن العالم حمولة.
أي اضطراب لحركة الملاحة به قد يؤثر على حركة سلاسل التوريد العالمية المتأثرة سلبيا أصلا بتداعيات أزمتي فيروس كورونا وأوكرانيا.

وعند إجراء مثل هذه المناورات تتوقف حركة التجارة العالمية، ويكون الوضع في قمة الارتباك هناك.

خطوط الأزمة

السبت، بدأ الجيش الصيني مناورات عسكرية تطوق جزيرة تايوان، وتستمر 3 أيام، وقال في بيان، إن المناورات تعد “تحذيرا جديا” للانفصاليين التايوانيين لأنهم “متواطئون مع قوى خارجية”.

وجاءت المناورات للتعبير عن غضب بكين من اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ وين، في الولايات المتحدة مع قيادات أميركية، خلال عبورها من وإلى دول بأميركا الوسطى، واعتبرت الصين أن الاجتماع هدفه تقديم دعم أميركي لمن تسميهم بـ”الانفصاليين” في تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها.

تهديد ناعم لأوروبا

قال الخبير في الشؤون الصينية خالد البدري، إن الصين لا ترغب في التصعيد العسكري، فهي “دولة تحل أمورها بالسلام ولا تسعى إلى الحرب، وتتعامل حتى اللحظة مع الأمور بمنتهى العقلانية”.

لكنه أكد في الوقت نفسه أن الصين “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي انتهاك لمبدأ الصين الواحدة، وهي دائما تكون صاحبة رد الفعل وليس الفعل نفسه”.

ويرى الخبير في العلاقات الدولية جاسر مطر، بعدا آخر في المناورات الصينية، وما سينتج عنها من اضطراب حركة الملاحة في مضيق تايوان، وهي “رسالة لدول العالم أن تجارتكم ستتعطل إذا اشتعلت الحرب حول الجزيرة، وأن من مصلحتكم، خاصة دول أوروبا، العمل على التصدي للتصرفات الأميركية المزعزعة لاستقرار المنطقة”.

يستدل مطر على ذلك بأن حجم التبادل التجاري بين أوروبا من جانب، والصين واليابان وكوريا الجنوبية من جانب آخر (الدول التي تنطلق سفنها من مضيق تايوان وصولا لأوروبا) بمليارات الدولارات، وليس من مصلحة أحد أن تتعطل هذه التجارة.

من ناحية أخرى، تواصل بكين ضغوطها الدبلوماسية على الدول القليلة التي قبلت بـ”استقلال” تايوان، لتغيير موقفها، ولتعترف بمبدأ “الصين الواحدة”، لكنها أيضا لن تكف عن التلويح بالخيار العسكري إذا رأت تصعيدا من الولايات المتحدة أو حلفائها في تايوان، حسب توقعات المحلل السياسي.

علاقات أميركا وتايوان

في عام 1949، تسبب الصراع المسلح بين الحزب الشيوعي بقيادة ماوتسي تونغ وحزب الكوميتانغ، في انسحاب الأخير إلى تايوان وإعلانها دولة مستقلة باسم جمهورية الصين، بينما تسمت الصين المعروفة حاليا بالصين الشعبية، وكانت الولايات المتحدة تدعم الأولى.

ورغم اعتراف واشنطن بالصين الشعبية عام 1979، حافظت على علاقات خاصة مع حكومة تايوان، ما اعتبرته بكين دعما للقوى “الانفصالية” في الجزيرة.

تتبع واشنطن ما يسمى بسياسة “الغموض الاستراتيجي”، ففي حين تعلن احترامها لمبدأ بكين “الصين الواحدة”، لكنها لا تؤيد مساعي الصين لفرض نفوذها على تايوان.