اعترافٌ إسرائيلي بشأن “الحرب”.. صحيفة تسردُ الحيثيات والتفاصيل

عرب وعالم 13 نيسان, 2023

قال تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن إسرائيل لم تعد تقرر متى تبدأ حرباً، وإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعلمت بطريقة أكثر منهجية، بمساعدة إيران و”حزب الله”، كيفية إثارة حزام النار الخاص بها حول القدس.

واستهلّ كاتب التقرير يونا جيريمي بوب تقريره بالقول إنّ “السياح في لبنان الذين يزورون الحدود الجنوبية اللبنانية، احتفظوا – في الغالب – بجداولهم المخطط لها مسبقاً. كذلك، فقد عادت غزة في الغالب إلى روتينها في غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً”.

وأشار بوب إلى أنّ “ردود حماس على قصف الجيش الإسرائيلي لمواقعها في لبنان وغزة كانت صامتة، وبدا الأمر وكأن إسرائيل استعادت قوة الردع”.

وأكمل: “لا تخطئ أيها القارئ، فإن إسرائيل لم تعد تتمتع بقوة الردع. فهذه الجولة الأخيرة من ربط الحرم القدسي وغزة ولبنان والضفة الغربية كلها، هي جولة الاستعداد لضربة واحدة مفاجئة وسط الإنكار الإسرائيلي المستمر بأن غيرها لن يستطيع أن يقرر متى ستخوض الحرب. لم تعد إسرائيل هي التي تقرر ذلك”.
وأضاف أنه يمكن للمرء أن يستنتج ذلك من حرب غزة 2014 و2021 التي سقطت فيها إسرائيل بعد أن استخدمتها حماس لتسجيل نقاط علاقات عامة مختلفة.

وقال بوب أيضاً إنّ أعداء إسرائيل يدركون أنه عندما يهاجمون على جبهات متعددة، فإن ذلك يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي الرد ويخلق انطباعاً داخل إسرائيل والمنطقة والعالم بأنّ إسرائيل يمكن أن تغمرها الفوضى من جهات متعددة.

تحديات جمة
وأضاف بوب أن الجيش الإسرائيلي يدرك هذا ويحاول تمكين نفسه من الدفاع على جبهات متعددة في وقت واحد، ومن ردع كل تهديد فردي يحاول ربط جبهات متعددة، كما أنه يحاول التكيف مع إيران، الخصم الإستراتيجي الأساسي في المنافسة على النفوذ في المنطقة.

وأشار الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي يحرص أحياناً على مهاجمة من يقفون وراء المهاجمين المباشرين، واصفاً ذلك بأنه عمل معقد للجيش، لأن إيران وحزب الله وحماس ومجموعات أخرى خلطت قواتها بعضها مع بعض، مثل الهجمات الأخيرة من “الجماعات التابعة لحماس في لبنان”، والهجمات من سوريا من مجموعات متنوعة من الجماعات المرتبطة بإيران.

الجيش لم يكتشف بعد كيفية الرد
وخلُص بوب إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكتشف بشكل كامل كيفية الرد المناسب على هذا التحدي، مشيراً إلى أن “توفر الصواريخ من كل جبهة لإطلاقها على أي مكان تقريباً في إسرائيل ومن دون تخطيط تقريبا في اللحظة التي تشتعل فيها أي نقطة احتكاك صغيرة جديدة في القدس الشرقية أو الضفة الغربية، يخلق تحدياً صعباً ربما لا يتمكن الجيش الإسرائيلي من حله”.

وتابع: “المؤكد أن هناك حلاً دفاعياً قصير المدى لحماية المدنيين من القتل باستخدام نظام القبة الحديدية، لكن الفوضى والإرهاب النفسي وتعطيل الحياة العادية التي تسببها هذه الصواريخ أكبر من السيطرة الإسرائيلية، التي تتطلب سيطرة مادية على المناطق التي تنطلق منها الصواريخ.

وأشار إلى أنه لا يوجد مسؤول في إسرائيل، مهما كان تطرفه، يعتقد أن الجيش الإسرائيلي يمكنه احتلال غزة ولبنان وسوريا والسيطرة عليها، رغم أنّ عدداً قليلاً جداً من المسؤولين لا يزالون يؤيدون إعادة احتلال غزة.

وتساءل بوب عما إذا كان بإمكان إسرائيل ردع الجماعات التي تعمل بالوكالة لإيران عن إطلاق الصواريخ إذا بدأت إسرائيل ردّها بقوة أكبر أو بدأت في مهاجمة إيران مباشرة، لذلك درجت إسرائيل على الرد على إيران بمهاجمة مسؤولين إيرانيين كبار يزورون سوريا.

(الجزيرة نت)