مقبرة البحر المتوسط.. ارتفاع أعداد القتلى والمفقودين ودعوات لإنقاذ أرواح “اليائسين”

عرب وعالم 14 نيسان, 2023

تحت عنوان: “مقبرة البحر المتوسط .. ارتفاع أعداد القتلى والمفقودين ودعوات لإنقاذ أرواح “اليائسين””، جاء في موقع “الحرة”:

تحول البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة تنتهي عندها أحلام المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الجانب الأوروبي، حيث سجلت في السنوات الأخيرة مئات حوادث الغرق المميتة التي خلفت آلاف القتلى والمفقودين.

ومنذ عام 2014، لقي أكثر من 26 ألف شخص مصرعهم أو فقدوا أثناء عبورهم البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك أكثر من 20 ألف شخص على طول طريق وسط البحر الأبيض، والذي يعتبر من أكثر طرق الهجرة فتكا في العالم، بحسب أرقام المنظمات الأممية.

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه إزاء وضع طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يحاولون عبور وسط البحر الأبيض المتوسط، داعيا إلى تضافر الجهود لضمان إنقاذهم السريع، ومعالجة طلباتهم في أماكن آمنة بشكل كريم وفعال وشامل.

قال المفوض السامي في بيان، “إننا نشهد زيادة حادة في عدد الأشخاص اليائسين الذين يعرضون حياتهم لخطر جسيم. لا يمكننا أن نتحمل التردد وأن ننخرط في نقاش آخر حول من هو المسؤول. فحياة البشر على المحك”.

وحث تورك الدول على فتح مزيد من قنوات الهجرة النظامية، وتعزيز تقاسم المسؤولية، وضمان الترتيبات الخاصة بإنزال جميع الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر بأمان وفي الوقت المناسب، ورصد ورقابة السياسات والممارسات المتعلقة بالهجرة بشكل المستقل.

تونس.. نقطة انطلاق
وأفادت إيطاليا بأن حوالي 31.300 مهاجر وصلوا حتى الآن إلى شواطئها عام 2023، مما يمثل ارتفاعا حادا عن نفس الفترة من العام الماضي والتي وصل فيها نحو 7900 شخص، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وبحسب شهادات عمال الإنقاذ، فإن معظم المهاجرين غادروا من ليبيا وتونس، وهم يأتون في الأصل من كوت ديفوار وغينيا وبنغلاديش وتونس وباكستان.

وحلت تونس محل ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الفارين من شظف العيش والصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط أملا في حياة أفضل في أوروبا، بحسب رويترز.

وكشف الحرس الوطني التونسي هذا الشهر إنه تم اعتراض أو إنقاذ أكثر من 14 ألف مهاجر، معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام في أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا، وهو ما يعادل خمسة أمثال الأرقام المسجلة لنفس الفترة من العام الماضي.

ووفق تقديرات المدعي العام، فإن هناك 15 إلى 20 شخصا آخرين كانوا على متن القارب ما زالوا في عداد المفقودين، بناء على روايات الناجين.

كما كشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن الربع الأول من هذا العام شهد “أعلى عدد من وفيات المهاجرين منذ نفس الفترة من عام 2017”.

“تزايد خطاب الكراهية”
من جانبها، ذكرت وكالة الحدود الأوروبية في وقت سابق أن 330 ألف شخص عبروا بشكل غير قانوني عبر جميع الطرق في العام الماضي، وهو أعلى رقم مسجل منذ 2016.

وتسبب تزايد الأعداد في ظهور خطاب مناهض للهجرة أكثر تشددا في دول الاتحاد الأوروبي ومن بينها الدنمارك وهولندا والنمسا، وفقا لرويترز.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إنها وثقت وفاة 411 مهاجرا في طريق وسط البحر المتوسط خلال الفترة بين يناير ومارس ما يجعله الربع الأول، الأكثر تسجيلا للوفيات منذ ستة أعوام.

(الحرة)