توازي 360 ماراثونًا.. بريطاني سيقطع القارة الأفريقية بالطول جريًا في 240 يوما فقط!
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تُعد الصحاري الحارقة، والغابات المطيرة العملاقة، والحياة البرية الخطرة بعضًا من العقبات التي يقول راسل كوك إنه سيواجهها أثناء محاولته إتمام المهمة الشاقة المتمثلة بقطع المسافة الطولية للقارة الإفريقية.
بدءًا من أقصى نقطة جنوبًا في جنوب أفريقيا، يهدف البريطاني البالغ من العمر 26 عامًا إلى الوصول إلى أقصى نقطة شمالًا في تونس بحلول عيد الميلاد، ما يعادل جري 360 ماراثونًا في 240 يومًا
وسيمر كوك عبر 16 دولة، برفقة فريق دعم صغير من أصدقائه في رحلة شاقة بدنيًا ومرهقة نفسيا ومعقدة من الناحية اللوجستية، بينما يجمع الأموال لصالح منظمة الجري الخيرية Water Aid.
وقال كوك لـ CNN في اليوم 13 من رحلته: “بصراحة، لا أشعر بالرهبة حيال أي تحدّ متعلق بالرحلة، “لا جدوى من القلق منه إلى أن أواجهه. يمكننا التخطيط ومحاولة التخفيف من التحديات بقدر ما نستطيع على طول الطريق، لكن لا شيء من هذه الأمور يجعلني أسهر ليلاً. أتعامل مع اللحظة التي أعيشها، واستيقظ، لأتعامل مع الغد”.
خلال أول أسبوعين من رحلته، ركض كوك أكثر من 50 كيلومترًا في اليوم عبر جنوب إفريقيا وعَبَرَ الآن إلى ناميبيا، حيث سيواجه صحراء ناميب المتعبة.
إنها تحدٍ يتجاوز تصوّر معظم الناس ولكن ليس بالنسبة لكوك، الذي حصل على لقب “أصعب رجل”.
رغم أنه وجد الشغف في الجري خلال وقت لاحق من حياته فقط، إلا أنه حقق بالفعل بعض الإنجازات المذهلة، مثل الجري من إسطنبول إلى لندن وإكمال ماراثون وهو يجر سيارة.
ولم تكن الحياة دومًا بهذه الروعة بالنسبة لكوك، ولكن ذكريات حياته السابقة ما زالت تُحفّزه.
واجه فريق كوك الصغير مشاكل في كل مرحلة من مراحل التخطيط، بما في ذلك مشاكل التأشيرة ونقل المركبة الداعمة عبر نصف العالم.
كان من المفترض أن تبدأ الرحلة بالاتجاه المعاكس، ولكن كوك كان سعيدًا بالتكيف ووصل أخيرًا إلى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا في نهاية أبريل/ نيسان الماضي وكان متحمسًا للبدء.
من هناك، دخل كوك في التحدي الهائل يومًا بعد يوم، متغلبًا على أي مشاكل يواجهها على طول الطريق.
من الثآليل إلى رائحة الأقدام الكريهة، يبدو أنه لا يوجد شيء قد يحرجه ويُفسد مهمته، حتى الآن.
وقال كوك أنه أقنع رجلين بعدم سرقته أثناء جريه وحيدًا في جنوب أفريقيا.
لكن عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الحياة البرية في أفريقيا، فلديه خطة، أو هكذا يقول.
ويقول مازحاً: “لو رأيت أسدًا؟ الإجابة التي سأعطيها للإنترنت هي أنني سأوجه له ضربة مزدوجة قوية باليد اليمنى، ثم لكمة علوية باليسرى”.
ويتابع: “بجدية، سأفقد صوابي، وسأصلي، ثم سأغلق عيني وأتمنى الأفضل”.
تحدث كوك إلى CNN بعد يوم شاق آخر من الجري مسافة 50 كيلومترًا.
وفي حين قال كوك أنه لا يشعر بالقلق بشأن بعض العقبات، مثل غابة الكونغو والصحراء الكبرى، على طول الطريق، إلا أنه يعترف بالقلق بشأن تمويل تحديه.
يقول إنه يعمل حاليًا بأقل من الحد الأدنى في هذا الجزء، مستخدمًا المال الذي حصل عليه من صديق صديق له حقق ثروته في عالم العملات المشفرة.
وعلى أمل الحصول على المزيد من الرعاية والدعم، يوثق كوك وفريقه رحلته على وسائل التواصل الاجتماعي وشهد وجوده على الإنترنت نموا سريعا؛ فقد حقق أحدث مقطع فيديو أسبوعي له أكثر من 50 ألف مشاهدة على “يوتيوب” حتى الآن.
في حين يراه العالم الخارجي ينشر مقاطع فيديو تحفيزية يومية ويرتدي لفتات لفريقه، يقضي كوك ساعات طويلة بمفرده مع خطواته فقط.
ويقول: “بالطبع تتعود على الأمر. إنه مثل أي شيء، إذا مارسته بما فيه الكفاية فسوف تتحسن فقط”.
ويضيف: “يمكنني قضاء أيام كاملة فقط أفكر. إنه جزء من رحلة النمو بالنسبة لي هو أن أصبح شخصًا هادئًا للغاية داخليًا”.
وتابع: “غالبًا ما أفكر في المستقبل، تعرف، أفكر في كيفية جعل هذا أفضل. إن التوتر الكبير هو كيف سنحصل على التمويل. لذلك أفكر دومًا في ذلك”.
ومع استغراق هذه الرحلة أكثر من سبعة أشهر، المرفقة ببعض أصعب التحديات التي لم يواجهها بعد، لا يفكر كوك في نقطة النهاية.
وبدلاً من ذلك، يركّز على “وضع حجر آخر في الجدار” كل يوم، والتأكد من أنه يستمتع بالمغامرة عندما يستطيع ذلك.
وعندما سئل عن لحظته المفضلة حتى الآن، تذكر الوقت الذي انضم إليه شاب محلي يبلغ من العمر 18 عامًا مؤقتًا، والذي أعطاه الدافع اللازم عندما كان يواجه بعض الصعوبات خلال الأسبوع الأول من الرحلة.
ويقول إن “فرصة السفر إلى النصف الآخر من العالم والجري كيلومترات عدة مع شاب يمكن أن تمنحك دفعة كهذه في نهاية اليوم.
ويضيف: “نحن من عوالم مختلفة تمامًا، لكن في تلك اللحظة، كنا فقط شابان يركضان معًا”.
يتفهم كوك أن البعض سيقلقون عليه خلال الرحلة، لكنه يقول أيضًا إن أحباءه يعلمون أنه ليس في وسعهم إيقافه.
شغفه بالمغامرة شديد، وما يتّضح أكثر هو قدرته على التجرد من أي زيف أو عظمة.
وربما كوسيلة لإدارة المهمة التي يبدو أنها مستحيلة أمامه، يبسّط كل ما يفعله.
طالما أنّ قلبه ينبض، سيستمر بالتحرك على الطريق؛ سواء كان جريًا أو مشيًا أو حتى زحفًا.