متحف سرسق… “جوهرة” ثقافية لبنانية تستعيد بريقها بمعاودة إستقبال الزوار!
تُفتَح مجدداً الجمعة أبواب متحف سرسق للفن التشكيلي في بيروت، أحد أبرز مراكز الحركة الثقافية اللبنانية، ويشكّل ترميمه رمزاً لتصميم المدينة على النهوض بعدما تسبب إنفجار مرفأ العاصمة في الرابع من آب 2020 بأضرار كبيرة فيه.
وإستلزمت إعادة تأهيل هذه التحفة المعمارية نحو 3 سنوات من العمل، بحيث إستعادت واجهتها البيضاء بقناطرها ونقشاتها الزخرفية، ونوافذها الزجاجية الملونة بالأصفر والبرتقالي، ومجموعتها الكبيرة من أعمال الفن الحديث والمعاصر.
وقالت مديرة متحف سرسق للفن التشكيلي القديم والمعاصر كارينا الحلو لوكالة فرانس برس وسط العمال المنكبين على وضع اللمسات الأخيرة “شئنا أن يكون هذا الإفتتاح هدية للمدينة، إذ أننا كمتحف إشتقنا إلى الجمهور”.
وشددت الحلو على أن هذا الإفتتاح “يرمز إلى الأمل وإلى عودة الحياة الثقافية في لبنان”.
وتضررت قرابة 50 من القطع الفنية الـ180 التي كانت موجودة في المتحف وقت الإنفجار.
وكان متحف سرسق الذي دُشّن عام 1961 شاهداً على تقلّبات تاريخ لبنان، على سرّائه وضرّائه، وحلوِه ومُرّه، من الحقبة الذهبية في الستينات، إلى الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، وصولاً إلى الانفجار الضخم عام 2020.
ويضم المعرض أعمالاً لفنانين لبنانيين بينهم الرسامان جورج داود قرم وجان خليفة، وللنحاتة سلوى روضة شقير.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان، بلغت تكلفة ترميم متحف سرسق، وهو مؤسسة خاصة، أكثر من مليونين ونصف مليون دولار.
وتكفلت إيطاليا تمويل جزء كبير من المشروع، من خلال مبادرة “لبيروت” التي أطلقتها اليونسكو. كذلك ساهمت في التمويل وزارة الثقافة الفرنسية والتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاعات.
ووصفت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي متحف سرسق بأنه “جوهرة العمارة والحياة الثقافية اللبنانية، وهو رمز قوي للفخر والصمود لدى المجتمع البيروتي