“لا يليق بالحيوانات”.. خبراء يصفون الأوضاع المزرية في سجن بعبدا
أكد عدد من المحامين والخبراء القانونيين أن، نزلاء سجن بعبدا في لبنان كان يعانون أوضاعا مزرية من الناحية الاكتظاظ والنظافة وانعدام المعاملة الإنسانية.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، قالت إن مجموعة من النزلاء في سجن بعبدا، أقدموا على الهروب بعد تحطيم أبواب الزنزانات، فجر السبت، حيث يقدر عدد السجناء الهاربين بنحو 70 شخصا، قتل منهم 5 أشخاص في حادث سيارة.
وفي حديث لموقع “الحرة” أوضحت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، المحامية سهى إسماعيل أن سجن بعبدا عبارة عن زنزانة توقيف (نظارة) للموقوفين احتياطا ولم يصدر بحقهم أي أحكام قضائية.
وأوضحت إسماعيل أن عملية هروب السجناء جرت فجر اليوم عندما تمكن النزلاء من السيطرة على ثلاثة عناصر من القوى الأمن المكلفين بحراسة السجن وانتزاع مفاتيح الزنزانة والبوابات الخارجية.
وأشارت إلى أن حوالي نصف السجناء الذين كان عددهم 125 نزيلا قد فروا، فيما فضل الآخرون البقاء رغم توفر إمكانية الفرار، مشيرة إلى أن خمسة من الفارين قد قضوا بعد استولوا على سيارة أجرهم قبل أن يموتوا جراء حادث سير جراء قيادتهم بسرعة كبيرة.
وأردفت: ” بالمجمل هرب 69 سجنيا مات منهم خمسة فيما تمكنت قوات الأمن من إعادة اعتقال 20 فارا”.
أوضاع مزرية
ونوهت إسماعيل أن سجن بعبدا يتألف من ثلاثة غرف تتسع في أحسن الأحوال لثلاثين شخصا، ولكن غالبا ما يصل عدد النزلاء فيها إلى 150 نزيلا، مما يجعل الأوضاع مزرية جدا وغير إنسانية بالمطلق.
وشددت على أن هذه الاوضاع الصعبة ليس لها علاقة بجائحة فيروس كورونا المستجد، وأنما مشكلة متأصلة وقديمة، إذا تعاني زنازين التوقيف والسجون المركزة من اكتظاظ رهيب في السجون.
وطالبت المحامية اللبنانية بضرورة حل مشاكل الاكتظاظ في كافة سجون لبنان، والعمل على تحسين أوضاع السجناء منعا لتكرار مثل هذه الحوادث، مشيرة إلى أن أحد الأسباب المشكلة يكمن في “جبن بعض القضاة” بإصدار أحكام إخلاء سبيل.
وفي نفس السياق أكد مصدر قانوني مطلع لموقع الحرة ما ذهبت إليه المحامية سهى إسماعيل، مؤكدا أن الموقوفين في سجن بعبدا من المفتر ض أن يبقوا فيه لمدة شهر كحد أقصى، ولكن مدة توقيفهم قد تصل إلى أكثر من 6 شهور مما يجعل الأوضاع صعبة للغاية هناك.
“لاتليق حتى بالحيوانات”
من جهته، شبه المحامي يوسف زعتير سجن بعبد بـ”زريبة حيوانات” بل أن حتى الحيوانات قد تأبى السكن فيها بسبب الأوضاع المزرية هناك والتي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.
ونفى زعتير أن تكون هناك أي جهة سياسية أو حزبية تقف وراء هروب السجناء خاصة وأنهم غير متهمين بقضايا أو جرائم خطيرة
وتابع: “قد يكون هناك تواطؤ مع حرس السجن، مما سهل عملية الفرار”، مشيرا إلى أن سجون لبنان بشكل عام تعاني من نقص في عدد وعتاد الحرس، فعلي سبيل المثال، والكلام لزعتير، سجن بعبدا يحتاج إلى نحو 80 عنصر من قوى الأمن للعمل فيه، بينما لا يتواجد سوى 10 حراس كحد أقصى.