١٤شباط ٢٠٠٥ تاريخ تغيير هويّة لبنان

خاص, لبنان, مباشر 7 شباط, 2024

بقلم آية حمدان
يحتفل العالم بأسره في عيد الحب يوم ١٤ شباط…ولكن منذ ١٩ سنة لم يعرف اللبناني الأصيل معنى الحب…
لم يكن 14 شباط 2005 يومًا عاديًا.. .سمع لبنان من شماله لجنوبه صوتًا مرعبًا مازال في ذهننا ليومنا هذا…
19 سنة مضت على إغتيال الرئيس رفيق الحريري ، وكأنها بالامس …
14 شباط ٢٠٠٥ تاريخ وقف زمن لبنان عنده.
١٠٠٠ طن من ال تي ان تي كانوا كفيليين بقتل بلدًا وشعبًا بأسره.
اغتيال الشهيد رفيق الحريري أحدث خضة في الشارع اللبناني.
توحّد الكبير والصغير، الغني والفقير، المسلم والمسيحي في الطريق هاتفين “بالروح بالدم نفديك يا رفيق”. فلم يكن الشهيد رفيق الحريري كأي رجل سياسي مرّ في العالم. هو من بنى لبنان بالاضافة إلى العديد من الأعمال الخيرية التي قام بها وكان أشهرها تقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36000 شاب وشابة من كل الطوائف اللبنانية على مدى 20 عامًا، إضافة إلى تقديم المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان ومساعدة دور الأيتام والعجزة وإنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون.
قال الشهيد: هنيئا لبيروت بالجيل الجديد مزوّدا بالعلم.”
اسمح لي يا شهيد أن اعترض وأقول… هنيئا للبنان وللشعب اللبناني بك. هنيئا لنا برجل خرّج أجيال دون مقابل برجل كان همه الوحيد رؤية بلده يكبر، برجل قدم الغالي والنفيس فقط من أجل اعمار بلده ومساعدة الناس.
لم تنتظر أي مقابل يا دولة الرئيس لكنك زرعت حب الوطن في قلوبنا علّمتنا معنى العيش المشترك الذي لطالما تحدثت عنه. وكسبت محبة وقلوب الجميع.

قيل: “هو عمّر علّم علّا جمع هالأجيال وقال لنا الدني يمكن فينا تهز لكن ما بتنهار….”
ولكن يا شهيد لبنان ليس كما كان…نعم مازلنا نعيش مما بنيت بالرغم من وجود بعض الأيادي التي دمّرت ما فعلت. لكنها لم تستطع أن تدمر قلوبًا أحبتك وعلمتها معنى حب البلد والحلم والأمل. نعم… مازلنا ننظر إلى لبناننا الذي أبكاه غيابك يا دولة الرئيس. بيروت هي الأم الحاضنة ألم تقل كذلك؟ لكن بيروت أصبحت الأم المكسورة الذي هدّمها ودمّرها غياب ابنها الكبير…
ماذا لو كان الشهيد رفيق الحريري ما زال معنا….
سؤال تردد أمامي مرارًا وتكرارًا….
والجواب واحد… لو رفيق الحريري معنا لن نصل لما نحن عليه….لما انهارت عملتنا… لما حُرمنا من أبسط حقوقنا. لما امتدت أياد رفضنا وجودها… لما كُسر ظهر شعبك يا رفيق…
كنت محقًا يا شهيد عندما قلت:” ما حدا أكبر من بلده”
لهذا نرى لبنان مدمرًا. ولكن اسمح لي يا دولة الرئيس كنت أكبر من بلدك… خافوك….فقتلوك.
ما اغتِلت وحدك يا دولة الرئيس… أحلامنا وأمالنا اغتيلت معك….
رحم الله رجلًا بنى بلدًا، أحب شعبه وعلّم أشخاصا وصلوا إلى ما تمنوه منذ صغرهم…
رحم الله وجها ما فارقته البسمة… رحم الله رجلًا أحبه الكبير والصغير وبالأخص أحبه جيل لم يعرف عنه شيء….
رحم الله قلب الأب الحاضن الذي قدّم أفضل ما لديه ليحيي شعبًا من تحت الحطام.