في يومهم العالمي … نساء غزة في مرمى النيران ..و النفاق الغربي فضح كل المفاهيم التي يدّعنوها هؤلاء في الدفاع عن حقوق المرأة

بقلم كارول هاشمية
مع إحياء مختلف دول العالم لليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف في الثامن من آذار ،يظهر جليّاً للعالم أجمع مدى النفاق الغربي الذي فضح كل المفاهيم التي يدّعي هؤلاء الدفاع عنها وفي مقدّمتها حقوق المرأة وحقوق الطفل،
فلم يُحرّكوا ساكنا ولم يفعلوا شيئا لإيقاف الاستهداف الممنهج ضدّ النساء والأطفال في قطاع غزّة.
كما أثبتت الأحداث الجارية في القطاع قُسور الهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي كانت قد وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية على أساس أنها تهتم بالإنسان وبالمجتمع المدني وبالأسرة وبالمرأة وبكل ما يمت للإنسانية بصلة.
اليوم المرأة العالمي هذا العام له وقعاً خاص بسبب ما يجري في فلسطين بشكل عام، و غزة بشكل خاص،
في ظل العدوان الهمجي من قبل الكيان المحتل لم يترك حتى النساء و الاطفال ، بل جعلهم في مرمى النيران إما شهيدة أو جريحة أو مفقودة أو تحت الأنقاض أو مهجرة،إنّ المرأة الفلسطينية وتحديدًا الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة هُنّ الأكثر تضررًا خلال هذا العدوان الصهيوني الهستيري المتواصل على القطاع، والذي يقترب من الشهر السادس على التوالي، حيث أنّ ثُلثي الشهداء والذي يتجاوز عددهم الثلاثين ألفاً هم من النساء والأطفال،عدا عن إخفاء حوالي 1800 من النساء في عداد المفقودين، و5 آلاف أرملة، واعتقال 260 أخرى في سجون الاحتلال الذي يواصل أمام أنظار العالم بأسره حرب إبادة جماعية على قطاع غزة.
تتعرّض المرأة الفلسطينية اليوم إلى معاملة “غير إنسانية ومهينة”،فهناك تقارير مروّعة و شهادات من بعض الأسيرات المحررّات تتحدثن عن تجريد نساء فلسطينيات من ملابسهن وتصويرهن في أوضاع مُهينة.
في هذا الإطار، صرّحت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضدّ المرأة “ريم السالم”إنهم تمكنوا من الوصول إلى تقارير موثوقة عن عمليات إعدام مباشر خارج نطاق القضاء لنساء فلسطينيات مع أطفالهن، فضلا عن الاعتقال التعسفي والإخفاء ونقل فلسطينيات إلى أماكن احتجاز في الضفة الغربية ولدى الاحتلال.
وفي حوار خاص مع الأناضول، تحدّثت مقررة الأمم المتحدة عن المآسي التي تواجهها النساء والفتيات في قطاع غزة والعنف الذي يتعرضن له، إلى جانب هجمات مكثّفة ضدّهن وحصار تفرضه سلطة الاحتلال على القطاع ،وذكرت المقرّرة الأممية أنّ آلاف النساء تأثّرن بما يحدث في غزة، موضّحة أنّهن يفقدن أزواجهن، و”كلّ ساعة تُقتل أمّان، ويصبح عدد لا يحصى من الأطفال يتامى”. وتابعت: “بشكل متعمّد، يعاني الناس في غزة الجوع، ولا يمكن للمساعدات الإنسانية الوصول إلى حيث ينبغي أن تكون”.
أما على الصعيد الصحي قالت ريم السالم: “تضطر الحوامل إلى إنهاء حملهن تحت القصف ونقص الخدمات الصحية، وهناك نساء يُجبرن على الولادة من دون الحصول على تخدير أو دعم حقيقي، في بيئة تدمّر فيها جزء كبير من القطاع الطبي”.
والجدير ذكره أن منع دخول المستلزمات الصحية النسوية، حوّل الوضع إلى كارثي تزامناً مع غياب المياه اللازمة للنظافة والاستحمام وحتى الشرب، كل ذلك يحدث في ظل ضغوط نفسية تعاني منها النساء بسبب الآثار الكارثية لهذه الحرب بدءًا من ترك منازلهن، مروراً بفقدان مقومات الحياة، وصولاً لفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن.
غدا تحتفل نساء العالم و يتباهين بإنجازاتهن وانتصاراتهن على خلاف نساء غزة اللواتي قدمن أرواحهن وأبنائهن وبناتهن، وتحملن الوطأة الأشد للحرب، وأصبحن نساء مشوهات نفسياً. إن العالم بعد انتهاء هذه الحرب الدامية على قطاع غزّة، لن يكون هو العالم نفسه قبلها، بعد أن كشف الجميع حقيقة هذه المؤسسات الدولية والأممية التي كانت دائما ما تتغنّى بحقوق الإنسان والدفاع عنها وتُرافع في كل مرة لحفظ حقوق نساء العالم.