إيجابيّة قد تبشّر بتهدئة… فهل تنجح المساعي؟
أشارت مصادر مواكبة لزيارات الموفدين الدوليين إلى لبنان والحراك الدولي، عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية، إلى مجموعة عوامل ساهمت بتخفيف التوتر على الحدود الجنوبية وبالتالي تراجع المواجهات العسكرية بين حزب الله واسرائيل. أبرزها التقدم في المفاوضات التي تقودها مصر بين اسرائيل وحماس بشأن الهدنة المرتقبة بينهما تمهيداً للوصول إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار طويل الأمد يساعد على تحرير الأسرى.
الامر الآخر، وفق المصادر، يتمحور حول خارطة طريق سلّمها وزير الخارجية الفرنسية إلى المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين لخفض التصعيد بينهما على أن يتبلغ الجانب الفرنسي إيجابات واضحة على المقترحات الفرنسية.
لكن الأمر الأساس، برأي المصادر، يتمثل بدعوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى الاليزيه ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فهذا يؤشر إلى حجم الثقة الكبيرة من قبل قادة الدول الأوروبية خصوصا فرنسا بجنبلاط للوقوف على رأيه في المحطات المفصلية المتعلقة بلبنان والمنطقة، لأن لجنبلاط برأي المسؤولين الفرنسيين قراءة مختلفة في تداعيات الأزمة اللبنانية وطريقة معالجتها.
ورأت المصادر أن الأخبار المتتالية من خلف الحدود تشي بوجود تقدّم في ملف المقترحات الفرنسية لخفض التصعيد بين الكيان الاسرائيلي وحزب الله قد يساعد للانتقال إلى مرحلة تنفيذ القرار 1701. هذه الأجواء تنعكس بشكل ملحوظ على الجبهة الجنوبية وتراجع العمليات والهجمات التي ينفذها حزب الله ضد الأهداف الاسرائيلية وأيضاً تراجعاً في عديد الغارات التي تنفذها اسرائيل ضد حزب الله مع خفض طلعات الطيران الحربي الاسرائيلي وإطلاق المسيّرات باتجاه القرى الحدودية.
ولفتت المعلومات إلى أن الرد اللبناني على الورقة الفرنسية بات جاهزاً، وأن الإيجابية سيّدة الموقف بانتظار ما سيصدر عن الجانب الإسرائيلي. وكان لافتاً ما صدر مساء أمس عن القناة 12 الإسرائيلية بأن “إسرائيل تقترب من التوصل إلى اتفاق مع لبنان على غرار القرار 1701 لكن الحرب في غزة تؤخر التوصل إلى اتفاق”.
فهل تنجح هذه المرة الورقة الفرنسية، المكتوبة باللغة الانكليزية، في خرق جدار الأزمة وفرض هدنة يتبعها إنجاز الاستحقاقات الدستورية العالقة وفي طليعتها رئاسة الجمهورية؟