فعلاً يا بهاء… إنك أتفه التافهين

كتبت

Marwa Marrouk

نبدأ من حيث أنتهى نصهم الركيك الذي كُتب بقلم خفيف، تفيض منه الاكاذيب، وتم ارساله لموقع vdl news او صوت كل لبنان. لنقول: فعلا إنه زمن التفاهة والتافهين، والا ما كنا لننشغل بتوضيح ما هو واضح، ولو أننا مضطرون بدءا للاعتراف بأن السيد أحمد هاشمية أخطأ حين قال إنه لا يعرف من هو بهاء الحريري، حتى لو كان قصده أنه لا يعرف ما الذي قدمه لبيروت وللبنان، هو بهاء الحريري الذي هرب من بلده الذي فداه والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحماه الرئيس سعد الحريري بكل غال، من ثروته وصحته.
كان يجب على السيد هاشمية أن يعرف جيدا أن السيد بهاء قليل الوفاء، وهو الذي حاول أكثر من مرة طعن شقيقه، من أمه وأبيه، بالظهر ليخلفه بالسياسة.

كان يجب على السيد هاشمية أن يدرك، بعد ما رأه هو واللبنانيون من سلوك السيد بهاء في غاراته الدونكيشوتية على البلد، أنه معدوم اللياقات وجاهل بأصول الضيافة العربية، حتى أنه لا يشارك ضيوفه مأكله.

المغترب بهاء الحريري صار فعلا غريبا عن نسيج لبنان وبيروت، ربما لغرقه في حسابات الربح في عالم الأعمال، ما يمكن أن يجعله رجل أعمال ناجحا لكن ليس زعيما أبدا، خصوصا وان اللبنانيين جربوا الزعامة الشعبية الحقيقية مع رفيق الحريري وسعد الحريري، ويستحيل أن يقنعهم “غريب” يتصرف معهم كالاستاذ الذي يحمل دفترا وقلما لتسجيل مطالبهم.

أخطأ السيد هاشمية إذ لم يعرف أن “الغريب” بهاء يحاول أن يكسر إرث الحريرية السياسية باعتبار إسرائيل عدوا واضحا لكل المسلمين.

الزعامة لا تّشترى بمحاولة شراء ذمم لتأمين حضور جماهيري يتباهى به السيد بهاء، وهو ما فشل فيه أصلا، فلم يتعدَ الحضور سوى عشرات قليلة من الأشخاص، في حين أن الغالبية الكبرى في بيروت والمناطق اللبنانية كافة قاطعت لقاءاته لتثبت كم أن الوفاء هو الرابط الدائم بين “الزعيم” سعد الحريري وبين الناس.

خظأ السيد هاشمية في عيون “البهائيين” المعدودين أنه لم يسع يوما للزعامة، بل لخدمة بيروت واللبنانيين بكل الإمكانات المتوافرة، بما يحفظ كرامة العاصمة وأهلها، كـ”أمانة” كلفه بها الوريث الشرعي الشعبي للحريرية، الرئيس سعد الحريري الذي يبقى الأقوى حضورا في عقول وقلوب الناس على الرغم من تعليقه العمل السياسي.

وفي النهاية لا بد من شكر السيد بهاء على كل ما قاله وفعله في غارته الأخيرة على لبنان، ذلك أن “الضدّ يُظْهِرُ حُسْنَـه الضِـــدُّ”… وكم كانت فرصة لاستحضار حسنات الرئيس سعد الحريري.