العام الدراسي الجديد …. ضياع و خوف من المجهول
كتبت كارول هاشمية: العام الدراسي الجديد …. ضياع و خوف من المجهول
تزامنًا مع تصاعد الأوضاع الأمنية فب لبنان بين حزب الله والعدو الاسرائيلي،يتخبّط القطاع التربوي على أبواب العام الدراسي الجديد الذي لم تكد مؤسساته التعليمية فتحت أبوابها حتى أغلقتها سريعاً بسبب توسع الاستهدافات والغارات التي طالت الجنوب والبقاع وبيروت.
وضعت هذه الحرب المؤسسات التعليمية أمام تحديات كبيرة،نتيجة نزوح أكثر من مليون ونصف لبناني من المناطق المتضررة، واستقرارهم في المدارس الرسمية وأصبح الطلاب والأهالي والهيئات التعليمية ضحايا هذه الحرب ويدفعون ثمنها.
دفع هذا الواقع المفروض الى التساؤل حول مصير العام الدراسي،لا سيما بعد أن أعلن وزير التربية عباس الحلبي،اليوم من عين التينة انطلاق العام الدراسي يوم الإثنين 4 تشرين الثاني، تجنّبا لضياع عام دراسي كامل.
قال الحلبي: “وضعت دولة الرئيس في أجواء التحضيرات للعام الدراسي في التعليم الرسمي، المزمع انطلاقه يوم الإثنين 4 تشرين الثاني. ناقشنا الخطوات التحضيرية والإجراءات التي اتخذناها، بما في ذلك المعطيات المتاحة لدينا حول أعداد التلاميذ المسجلين وأعداد الأساتذة الذين قاموا بالتسجيل عبر منصة الوزارة”.
وأضاف، “سيتم توزيع التعليم بين التعليم الحضوري في المدارس الرسمية المتاحة، والتي لا تُستخدم كمراكز إيواء للنازحين، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض المدارس الخاصة في المناطق التي لا توجد بها مدارس رسمية. كما سنعتمد الدمج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، مما يتيح الفرصة لجميع التلاميذ، وخاصةً الذين لم يلتحقوا بعد، للانضمام إلى العملية التعليمية”.
في هذا السياق، أكدت مديرة مدرسة ال Notre Dame المصيطبة الدكتورة رندا سعادة زين التزامها بقرار وزير التربية والتعليم العالي بفتح المدارس و بدء العام الدراسي في ع تشرين الثاني وعلى مسؤولية الادارة.
وأشارت الى أنها ستمضي بالخطة التي أعدتها الادارة و التي تتضمن: بدء العام الدراسي الجديد تدريجباً بدءاً من المرحلة الثانوية، تليها المتوسطة ثم الصفوف الابتدائية و الروضات و ذلك للحفاظ على سلامة و أمن الطلاب و الاساتذة .
وتحدثت الدكتورة سعادة عن التحديات التي تواجهها اليوم في ظل كونها في منطقة المصيطبة في بيروت، و قريبة من المناطق التي تم استهدافها وقالت على الرغم من هذه التحديات قررت المدرسة إستكمال سنتها الدراسية.
وعن انقاذ العام الدراسي، ترى سعادة أنه “يمكن تعويضه بعدة طرق، منها خفض العطل المدرسية، التخفيف من المنهاج أو بعض المواد الغير أساسية،أو تمديد العام الدراسي” و أردفت: “في حال تأزمت الأوضاع الأمنية في البلاد و حفاظاً على أمن و سلامة أطفالنا و أساتذتنا سنتجه إلى التعليم عن بعد للطلاب الذين لا يستطيعون الوصول إلى المدارس لأيّ سبب كان، وذلك لانقاذ العام الدراسي لأن الوضع التربوي اليوم دقيق جداً”.
أمّا عن نجاح التعليم عن بعد بعدما كشفت التجارب السابقة خلال جائحة كورونا عن سلبياته و عن مشكلات عديدة في هذا النموذج، قالت: “لقد نجحنا في تموذج التعليم عن بعد خلال فترة كورونا في العام 2019/2020 بنسبة 85% ”
مخاوف كبيرة من ضياع العام الدراسي
شُنّ هجوم كبير على وزير التربية عباس الحلبي، الذي باعتبار البعض اتّخذ خطوة خطيرة في هذا الوضع، معتبرين أن قرار فتح المدارس على مسؤولية الادارة غير منطقي،
وأنه “كان الأجدى به أن يعلن عن إقفال المدارس الخاصة والرسمية في كل لبنان تضامناً مع أطفال الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية”.
نحن أمام مشكلة بل أزمة كبيرة جداً،حتى لو توقفت هذه الحرب ،لأن عشرات القرى الجنوبية بالإضافة إلى البقاع و الضاحية الجنوبية لبيروت باتت مدمّرة بشكل شبه كامل ولا بيوت ومنازل يعود إليها النازحون، التالي هناك خوف من أن لا يعود هؤلاء إلى مناطقهم وقراهم المدمّرة ويبقون في المدارس التي يلجأون إليها حالياً. من جهة أخرى، المدارس الموجودة في مناطق تعتبر آمنة قد تتمكن من فتح أبوابها واستئناف العام الدراسي، لكن هل يمكنها استيعاب الأعداد الهائلة من الطلاب النازحين إلى مدارس أخرى لن تفتح أبوابها؟ وهل سيتم استيعاب هؤلاء الطلاب؟ لذلك، نحن أمام مشكلة كبيرة وهي أن بعض المدارس قادرة على فتح أبوابها واستئناف العام الدراسي فيما مدارس أخرى لن تتمكن من ذلك بسبب النازحين إليها.
يبقى الأمل في أن تُتخذ خطوات جدية لإنقاذ القطاع التربوي
الغارق أصلاً منذ سنوات على وقع الأزمات الاقتصادية و جائحة كورونا لأن أخطر ما في الحياة وأسوأ أمر يمكن أن يحصل في المجتمع، هو التوقف عن التعليم.