عودة “عرجاء” لمدارس الجنوب
كتبت رمال جوني في “نداء الوطن”:
لم تترك الحرب شيئاً في الجنوب، إلا ودمرته، حتى المدارس، سواء الرسمية أو الخاصة لم تسلم. لا إحصاء دقيقاً حتى الآن حول عدد المدارس التي لحقتها الأضرار بشكل كليّ أو جزئي. إذ لا تزال وزارة التربية بحسب مصادر متابعة تعمل على إحصاء حجم الأضرار، مؤكّدة أنّ “معظم المدارس لم تدمّر، واقتصرت الأضرار على الزجاج وأضرار جانبية تحتاج فترة صيانتها بين أسبوعين وشهر كحدّ أقصى”.
إزاء هذا الواقع، أعلن وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال، عبّاس الحلبي، إطلاق عجلة التعليم مجدداً في الجنوب، سواء حضورياً أو عن بُعد، غير أن الطريقتين تبدوان صعبتي التطبيق في الوقت الحالي لأسباب عدة، منها: الأضرار التي أصابت المدارس، إضافة إلى رداءة شبكة الإتصالات والإنترنت، ما يجعل التعليم عن بُعد “صعباً للغاية، وليس سهل المنال”.
مصادر دائرة التربية في النبطية أكدت أنّ “التعليم عن بعد هو الخيار الأنسب لمعظم المدارس الرسمية، رغم الصعوبات التي تعتري هذا الخيار”.
وتقف مدارس النبطية، كما الجنوب، أمام تحديات التعليم “أونلاين”، فالقرار الذي اتخذه وزير التربية وفق رأي معظم مدراء المدارس غير صائب، لكنّهم يشدّدون في المقابل على أنهم سيطلقون التعليم رغم كل التحديات.
تقول مديرة إحدى المدارس في النبطية “إننا أمام أسبوعين صعبين للغاية، فخيار التعليم عن بُعد غير مجدٍ، ولم تتخطَّ نتائجه الـ 40%، في المراحل السابقة، علماً أن الوضع اليوم أسوأ”.
تحديات جمة تعتري انطلاق العام الدراسي أكان لجهة الإنترنت، أو لناحية وضع الطلاب النفسي وحتى الواقع الاجتماعي، فالعديد من أبناء المنطقة إما فقدوا أباً أو منزلاً أو أحد أقربائهم، وبالتالي تشير المديرة إلى “أننا نواجه واقعاً تربوياً نفسيّاً صعباً، ولكننا ماضون في مهمّتنا، معتمدين أسلوبين: التعليم عبر استخدام منصّة teams والتي من المرجح أن لا يتمكن الطلّاب من الدخول إليها بسبب الإنترنت، والثاني من خلال إرسال المواد التعليمية عبر تطبيق واتس آب”، مردفةً “أننا سنعوض على الطلاب كل المواد عقب اعتماد التعليم الحضوري”.
ووفق عدد من المدراء، تكمن الهواجس أيضاً، في الحالة النفسية للطلاب وارتداداتها على سلوكهم وقدرتهم الاستيعابية. من هنا ستعتمد المدارس نظام الدعم النفسي الاجتماعي ضمن المنهج التربوي، كي يتخطّى الطلاب آثار الحرب وانعكاساتها النفسية عليهم.
من غير الواضح بعد كيف ستسير خطة التعليم في ظل ارتدادات ما بعد الحرب، غير أنّ الطلاب سيتجرعون “كأس” شبكات الإنترنت السيّئة، في سبيل تمرير هذه المرحلة الصعبة من التعليم، رغم الجهود المبذولة لإصلاح أعطال الإنترنت في القرى المتضرّرة كي تعود الخدمة إلى وضعها الطبيعي.