أزمة الـPCR: إحتيالٌ ونتائج خاطئة وتحذيرٌ!

اخبار بارزة, لبنان 8 كانون الثاني, 2021

باتت فحوص الـPCR ونتائجها هاجس اللبنانيّين منذ تفشّي فيروس “كورونا”. طوابيرٌ وزحمة من المواطنين الخائفين والمُخالطين أمام المستشفيات ومراكز الاختبارات. الجميع ينتظر النتيجة… Negative أو Positive؟

الهجمة على هذه الفحوص التي تُعتبر كلفتها مرتفعة نسبيّاً، شكّلت باب رزق للكثير من الشّركات والمُختبرات التي ابتكرت أساليب مختلفة لاستقطاب الزّبائن عبر الـDrive Thru وزيارة الاشخاص في المنازل وفي أماكن عملهم لتسهيل إجراء الـPCR مقابل كلفة إضافيّة، ومع ضمان أن تصدر النتيجة خلال ساعات قليلة وفي اليوم نفسه.
لكنّ الكثير من الاصوات إرتفعت محذّرة من مجموعات تدّعي أنها متخصّصة بإجراء الفحوص، تعتمد أسلوب الاحتيال لتحصيل مبالغ ماليّة ضخمة، مقابل إصدار نتائج كاذبة، وفي بعض الاحيان قد لا تحصل على أيّ نتيجة منها كما حصل مع الكثير من المواطنين، ومنهم المواطن رائد قصّار الذي نشر على صفحته ما حصل معه بالتفاصيل، وكيف تعرّض لعملية احتيال.
وأمام هذا الواقع، يجب التحذير من هذه “العصابات”، واللّجوء الى مختبرات معروفة وموثوق بها في لبنان لضمان الحصول على نتيجة دقيقة.
وفي سيّاق متّصل، وبالرغم من التوعية حول عوارض “كورونا” التي قد تكون مؤشّراً الى الاصابة، إلاّ أنّ الفحص هو الذي يقطع الشكّ باليقين ويؤّكد الاصابة إن أتت النتيجة Positive في غالبية الحالات، ولكن ماذا إن كانت النتيجة سلبية؟
بالطبّع هذا الامر لا يؤكّد أن الشّخص لا يعاني من “كورونا”، فالدراسات تكشف أنّ نسبة الـFalse Negative قد تتخطّى الـ20 في المئة من الفحوص، وهنا التحذير الاكبر من ضرورة عدم الاستناد الى هذه النتيجة للتخالط بأمان، خصوصاً في حال وجود بعض العوارض.
لذا، إن أكّد لكم الشّخص الذي تُخالطونه أنّ نتيجته سلبية، فهذا لا يؤشّر الى عدم إصابته، والانتباه واجب وضرورة.
لكنّ الاسوأ من هذا كلّه هو أن الكثير من المواطنين، ورغم شعورهم بالعوارض، لا يُقدمون على إجراء الـPCR لعدم قدرتهم على دفع كلفته، خصوصاً وانه يجب إعادة إجراء الفحص مراراً للتأكد من الشفاء أو حتّى الاصابة.
وأمام هذا الواقع نوجّه نداءً الى المسؤولين لتعديل كلفة هذا الفحص في المستشفيات والمختبرات الخاصّة أيضاً، مراعاة للاوضاع الصّعبة التي يعيشها المواطن، فكيف باستطاعة ربّ عائلة متواضعة أن يدفع ثمن فحوص لـ4 أفراد منها؟
تتشعّب من فيروس “كورونا” أزمات عدّة ومتشابكة، فبين الدّفع، والانتظار، والاحتيال، ضاعت صحّة الناس النفسيّة والجسديّة، والمطلوب من الدّولة أكثر من أيّ وقت مضى التركيز على أولويّة الاولويّات، وهي سلامة المواطنين، والضرب بيدٍ من حديد، ومراعاة الطبقات الفقيرة…
أمّا المواطن، فالمطلوب منه بسيط جدّاً: “حطّ الكمامة… أو خلّيك بالبيت”!

mtv