لبنانيّون غاضبون يشمتون بالسياسيّين: “انشاالله بياخدكم المرض”

لبنان 15 كانون الثاني, 2021

وصل الغضب في نفوس اللبنانيّين الى مستويات قياسيّة، فهم يستحقّون المرتبة الاولى من دون منازع في تعداد للشّعوب الاقل حظّاً في العالم، بعدما هبطت على رؤوسهم الويلات والكوارث والازمات من كلّ حدبٍ وصوب.

ومع استفحال فيروس “كورونا” وانتشاره بشكلٍ غير مسبوق في لبنان، من الواضح أنّه لم يعد من خيمةٍ فوق رأس أحدٍ، وبدأنا نسمع في كلّ يومٍ عن إصابات جديدة تُسجّل في صفوف مسؤولين وسياسيّين، حتّى لمس اللبنانيّون للمرّة الاولى نوعاً من “العدالة” في المصير مع حكّامهم الذين لم يشعروا حتّى الان بعصف الازمة الاقتصادية والمعيشيّة، إلا أنهم من دون شكّ قد شعروا بهول الجائحة التي تسلّلت الى بيوتهم ومكاتبهم ودوائرهم الضيّقة والمُغلقة.

لكنّ الصّادم هو ما نشهده من شائعات وأخبار كاذبة تتعلّق بمرض بعض الزّعماء ودخولهم الى المُستشفيات، والمُستغرب هو الكمّ الهائل من التّعليقات السّاخرة والغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تشمت بإصابة بعض المسؤولين بالفيروس القاتل، حتى وصل الامر بالبعض بتمنّي الموت لهؤلاء من حساباتهم الخاصّة وبشكلٍ علنيّ، تعبيراً عن سخطٍ كبيرٍ يشعرون به، وعن نوعٍ من الفرح بـ”الانتقام” الذي حمله هذا الفيروس، وهو أمرٌ لم تشهده أيّ دولة في العالم في ظلّ تمدّد هذه الجائحة.

حتّى الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، والذي تعرّض للكثير من الانتقادات حول طريقة إدارته لازمة “كورونا” في الولايات المتّحدة، لم يحصد هذا العدد الكبير من الامنيات والدعوات له بالموت جرّاء “كورونا”.

وأكثر من نال نصيبه من هذه التعليقات وحتّى النكت السّاخرة في لبنان هو وزير الصحّة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن الذي أصيب بالفيروس، وانهالت عليه كلّ أنواع الشماتة والتنمّر خصوصاً بعد انتشار فيديوهات وصور له وهو يخرق ما كان يدعو له من تباعدٍ والتزامٍ بإجراءات السّلامة والوقاية.

ألهذا القدر وصل غضب اللبنانيّين الذي بات يفقد أي ذرّة من الانسانيّة والحياء؟ ألهذه الدّرجة بات المرض والموت في لبنان يشفيان غليل البعض؟ كيف يُمكن لمن شعر بقساوة هذا الفيروس ولمن خسر فرداً من عائلته أن يتمنّى الموت لغيره؟ هل يستحقّ حكّامنا هذا المصير؟

الاكيد أنّ الشماتة في الموت هي من أسوأ الخصال الانسانيّة، ولا يجب أن يكون المرض أمنية نتوجّه بها لاحدٍ، ولكن في بلد القبائل والفلتان والفساد والفقر والجوع… هناك من بات يتمنّى الموت لنفسه أيضاً!

MTV