وسط مخاوف من أعمال عنف.. تيلغرام يجذب المتطرفين في الولايات المتحدة

عرب وعالم 17 كانون الثاني, 2021

تعزّزت المخاوف مؤخراً لدى سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، خصوصاً مع اقتراب موعد حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري. وفعلياً، فقد باتت مراقبة ومعرفة تحركات الجماعات اليمينية المتطرفة أمراً صعباً، خصوصاً بعدما جرى تعليق العمل بتطبيق “بارلير” الذي انتقل إليه العديد من مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد حظرهم على منصات مثل “تويتر”.

ومن خلال التطبيق المذكور، تمّت مشاركة خطط الاحتجاجات في واشنطن التي انتهت باقتحام مبنى الكابيتول. إلا أنه بعد قرار إيقافه وحظر الكثير من مؤيدي ترامب على “تويتر” ومنصات أخرى، فإنّ خطط التحركات باتتت مجهولة وغير معروفة ولم تعد تظهر على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما كانت تجري في العلن على قنوات عامة.
ولهذا، فإنّ المحادثات حول الاحتجاجات والهجمات المحتملة خلال يوم تنصيب بايدن تجري ضمن تطبيقات الدردشة المشفرة مثل “تيلغرام”، وبالتالي يصعب بشكل كبير على السلطات مراقبتها. ومع ذلك، فإن القدرة على رصد أي تحرك ستحتاج إلى جهد كبير من قبل الشرطة.

وفي 12 كانون الثاني، كان تطبيق “تيلغرام” خامس أكثر التطبيقات تنزيلاً في الولايات المتحدة مقارنة بترتيبه السابق الذي كان 110 قبل هجوم الكابيتول، وفق ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”. كذلك، احتلّ تطبيق “سيغنال” المشفر المرتبة الأولى، في حين تراجع الإقبال على منصات مثل “واتساب” و “فيسبوك” و “مسنجر”.
ويوم الجمعة، واجه أكثر من 2000 مستخدم لـ”سيغنال” مشكلات على منصة المراسلة المشفرة. وبدأت مشكلات التطبيق في الظهور في الساعة 11.40 يوم الجمعة، مع ترك آلاف المستخدمين حول العالم غير قادرين على استخدام هذه الخدمة بشكل طبيعي. واشتكى مستخدمو التطبيق المنضمين إلى التطبيق حديثاً من مشكلات في إرسال الرسائل واستلامها على كل من تطبيقات الأجهزة المحمولة وإصدار سطح المكتب من سيغنال.
وفي تغريدة عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، أقرت شركة سيغنال المالكة للتطبيق بالمشكلات، وقالت: “إنها تعمل جاهدة لاستعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن”.
ويُرجّح الخبراء أن يكون تطبيق “تيلغرام” الأكثر استقطاباً للجماعات اليمينية، غير أن الشركة المطورة للتطبيق أكّدت أنها تعمل على منع المحادثات العامة التي تروّج للعنف. كذلك، يحظر تطبيق “سيغنال” استخدام التطبيق لأغراض غير قانونية.
ومع هذا، فإنّ منصة “MeWe” التي شهدت إقبالاً لافتاً تؤكد أن لديها قواعد صارمة ضدّ الكراهية والدعوات إلى العنف، وهي تستجيب بسرعة من خلال حذف الحسابات التي تم الإبلاغ عنها. ووفقاً لمطوري الخدمة، فإنها تبحث أيضاً بشكل استباقي عن الحسابات التي تنتهك شروط الخدمة.
وخلال هذا الأسبوع، أعلن “تيلغرام” أنّ عدد المستخدمين النشطين للتطبيق حول العالم تخطى الـ500 مليون. ويقول أمارناث أماراسينجام ، الباحث في شؤون الإرهاب والتطرف في جامعة كوينز في كينغستون، أن العديد من أنصار ترامب قواموا بتنزيل التطبيق بعد أزمة الخصوصية المتعلقة بـ”واتساب” مؤخراً.
ولطالما كانت منصة “تيلغرام” ملاذاً لتجمع الجماعات اليمينية. وفي الماضي، تم استخدام “تيلغرام” بكثافة من قبل أنصار “داعش” قبل أن تعمل الشرطة الأوروبية مع الشركة لحذف الحسابات المرتبطة بالجماعة الإرهابية.
وعملت الجماعات اليمينية بحرية حتى هذا الأسبوع ، عندما أسقط “تيلغرام” العديد من المجموعات العامة المعروفة المليئة بالمنشورات العنصرية. وقال مايك رافدونيكاس، المتحدث باسم “تيلغرام”: “نواصل مراقبة الوضع عن كثب ونمنع الدعوات العامة الجديدة للعنف عند ظهورها”.

لبنان 24