…وسقط شعار “أوعى خيّك” إلى غير رجعة

كتبت
Aya Hamdan
في الوقت الذي ينهمك الوطن بلملمة جراحه بعد كارثة المرفأ، وفي الوقت الذي يسعى فيه السعاة إلى تأليف حكومة تنشل البلاد من غرقها، تطفو على السطح الخلافات بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، ويتمظهر الحقد بكل تلاوينه وتعابيره “الحضارية”، وذلك في الذكرى الثامنة والثلاثين على إستشهاد الرئيس بشير الجميل، الذي حلم ببناء وطن لا يكون فيه للأحقاد مكان بين اللبنانيين.
تريدون أن تختلفوا سياسيًا وديمقراطيًا هذا من حقكم ومن حقّ كل لبناني أن يعبّر عن خياراته بالطريقة السلمية التي يراها مناسبة لممارسة حقّه السياسي، سواء بالولاء أو بالمعارضة.
لكن أن يتحوّل الإختلاف في وجهات النظر إلى ساحة من الحروب، التي كنا إعتقدنا أننا تخطيناها منذ زمن بعيد، وأن الأمور محصورة في التعبير عنها بطرق سلمية، ومن منطلق حقّ كل إنسان أن تكون لديه خيارات متعدّدة، الأمر الذي يحفّز التسابق على تقديم الأفضل والأكثر إنتاجية وأكثر تفاعلًا مع المجتمع المتعطّش إلى أن يعيش بسلام وأمان وإستقرار بعيدًا عن المشاحنات والحزازات، التي تطورّت بالأمس، في الخلاف الذي نشب بين “العونيين” و”القواتيين”، حتى إستعمال الرصاص، الذي أطلق بكثافة وكأننا أمام مشهد قديم من مشاهد “حرب الأخوة – الأعداء”.
24