“لن أرتدي البرقع”.. أفغانية تنتفض ضدّ “طالبان” وتروي تفاصيل مروعة

عرب وعالم 23 آب, 2021

يعيشُ الكثير من النساء في أفغانستان بالخوف من سيطرة جماعة “طالبان” على البلاد، خصوصاً أن الأخيرة تفرض قيودها على المرأة وتمارس أشدّ أنواع الإرهاب ضدّها.

ووسط ذلك، فإنّ الانتفاضة النسائية ضدّ “طالبان” لم تنكسر أبداً رغم أن الجماعة فرضت نفوذها، وهو الأمر الذي تجلّى في احتجاج شجاع جرى تنفيذه يوم الخميس الماضي.

ووفقاً لصحيفة “نيويورك بوست”، فقد خرجت فريحة إيثار (35 عاماً) مع مجموعة من النشطاء الآخرين إلى الشوارع في ذلك النهار. وخلال ذلك الاحتجاج، رفضت فريحة والنساء المتظاهرات معها تغطية وجوههن، وسرن إلى جانب مؤيدين لهن من الرجال، وهزوا قبضتهم في وجه أعضاء “طالبان” مباشرة، ولوحوا بالعلم الوطني في معارضة شديدة.

واعتادت فريحة التي تعتبرُ مناصرة لحقوق المرأة في أفغانستان، الوقوف في وجه الموت والظلم وتوعية النساء المعنفات. ومع هذا، تصف فريحة البُرقع بأنه “رمز للقمع”، وهي تشير إلى أنها لن تشتري أو ترتدي واحداً تحت أي ظرف من الظروف، على الرغم من عودة حركة طالبان للحكم.

ad

من حلاقة اللحى للهواتف الذكية.. “طالبان” تضع قبضتها مجدداً على أفغانستان

“الأسود الخمسة” فقط خارج قبضة “طالبان”

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنّ عُمر فريحة يكفي لتذكرها سنوات مراهقتها المبكرة في ظل حكم “طَالبان” التي سيطرت سابقاً على أفغانستان في العام 1996 وحتى العام 2001. وبسبب تلك المرحلة، حُرمت فريحة من التعليم، كما أنها تسترجع معاملة الحركة للمرأة على أنها أقل من الممتلكات.

وفي السياق، تقول فريحة: “أتذكر الأيام المظلمة فقط. كنت أدرس لامتحانات نصف الفصل وأتذكر أنني سمعت في الراديو أن طالبان استولت على كابل. استغرق الأمر 6 سنوات من الصمت وعدم القدرة على فعل أي شيء لأنني كنت أنثى. لم يُسمح لي حتى بالخروج للعب”.

ووفقاً لفريحة، فإنّ “طَالبان” لم تتغير ولن تتغير على الرغم من قول قيادات الجماعة خلاف ذلك. فخلال الأيام الماضية، زعمت “طَالبان” أن سلوكها ونهجها سيختلف عن السابق، وقد قال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد إن الجماعة استخلصت العبر من فترة حكمها الأولى، وستكون طريقة إدارتها للبلاد “مختلفة جداً”، مع أنه لا فرق على الصعيد العقائدي.

إلا أن سجل الجماعة حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، وهناك الكثير من الممارسات التي تكشف ذلك بشكل قاطع وحاسم. كذلك، فقد فرضت “طَالبان” قيوداً على العديد من مناحي الحياة، حتى أنها حظرت الألعاب الرياضية والموسيقى والتصوير والتلفزيون.

ad

كذلك، فرض حدّ قطع اليد على اللصوص وأعدم المدانون بالقتل في الساحات العامة، كما مُنعت النساء من الخروج من دون محرم ومن العمل، والفتيات من الذهاب إلى المدرسة، وتعرضت النساء المتهمات بجرائم مثل الزنا للجلد والرجم حتى الموت.

ووسط كل هذه المشهدية، تقول فريحة: “قلبي محطم لأن الحقيقة هي أن لا أحد يهتم بنا، سواء المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة، عملنا من أجل الديمقراطية، ومع ذلك فقد تم تسليمنا لمجموعة إرهابية. عار عليهم، عار على كل القادة. لماذا يقولون إنهم يقدرون حقوق الإنسان؟”.

لبنان24