عبد النور لـ”ليبانون نيوز”: مطر مكسب كبير لمنتخب لبنان. وهذه هي مشكلة جرادي

رياضة 11 أيلول, 2021

كتبت

Aya Hamdan

خرج منتخب لبنان بنتيجتين منطقيتين في الجولتين الأوليين من الدور الحاسم لتصفيات مونديال قطر 2022 إذ تعادل مع الإمارات سلباً وخسر بصعوبة أمام كوريا الجنوبية 0 – 1 خارج أرضه. وهو أمر متوقع بالنظر لفارق الامكانات الفنية والمادية بينه وبين المنتخبين ولا سيما في ظل الظروف المعيشية والاجتماعية الصعبة التي يعشها لبنان حالياً.

“ليبانون نيوز” التقى بالمسؤول الإعلامي للمنتخب الزميل وديع عبد النور الذي رافق المنتخب في رحلته الماراتونية، فكانت جولة على ظروف وشؤون المنتخب في مباراتيه الأخيرتين.

بداية، أشار عبد النور إلى أن المعسكرين الإعداديين اللذين سبقا مباراتي لبنان مع الإمارات وكوريا كانا بطلب من المدير الفني الجديد إيفان هاشيك الذي أراد الوقوف على مستويات كافة اللاعبين ولا سيما أنه تسلم منصبه قبل فترة وجيزة من انطلاق الدور الحاسم لتصفيات المونديال. وقد اعتبر هاشيك بأنّ الإعداد على ملاعب جيدة يعطي الفرصة للاعبين من أجل إظهار مهاراتهم بشكل أفضل من الملاعب اللبنانية، التي تتسم بسوء أرضها ومعظمها مفروش بالعشب الصناعي.

وقال عبد النور إنّ أجواء المنتخب في أسفاره الأخيرة سيطر عليها الانضباط والتزام اللاعبين الكامل بتوجيهات الجهاز الفني. وقد لفت هاشيك الأنظار بمواكبته الدقيقة لكافة التفاصيل المتعلقة باللاعبين الذي نزل كل فرد منهم في غرفة مفردة، ما منحهم الراحة التامة في إقامتهم، فضلاً عن تقليل نسبة إصابتهم بالكورونا.

ولفت عبد النور إلى أن إصابات بعض اللاعبين بالكورونا فاجأت الجهاز الفني ولا سيما أنّ هؤلاء تلقوا اللقاح الخاص بالوباء، ولم تظهر لديهم أي أعراض تشير لإصابتهم. والجهاز الفني كان يجري مسحات يومية للاعبين.

وكشف عبد النور الى أنّ التعادل مع الإمارات أحدث بلبلة في صفوف المنتخب الإماراتي، الذي كان معتبراً أنّ المباراة معنا ستكون نزهة كروية. وأشارت الصحف الإماراتية الى ذلك، وانتقدت أداء المنتخب الإماراتي بشكل عنيف.

أما المنتخب الكوري بمحترفيه فلقد خاض المباراة معنا تحت الضغط مطالباً بالفوز بعد التعادل المفاجئ مع المنتخب العراقي. وعلى رغم ذلك لم يكن المنتخب اللبناني لقمة سائغة، بل كافح مضيفه حتى نهاية اللقاء بخسارتنا بهدف مقابل لا شيء، بعد أن كان المنتخب الكوري يسعى لفوز بفارق كبير يؤكد خلاله ترشحه لصدارة المجموعة.

وعن انسحاب باسل جرادي من بعثة المنتخب التي سافرت إلى كوريا، قال عبد النور إنّ الأخير التحق بالمنتخب في دبي خلال فترة “أيام الفيفا” حيث تعرف عليه المدرب هاشيك لأول مرة، فضلاً عن لاعبين محترفين آخرين لم يخوضوا مع المنتخب معسكر تركيا. وهو قال لرفاقه والجهاز الفني إنّه يعتبر مباراة كوريا في الدور السابق “مريرة” حيث حجر بسبب إصابة الشخص الذي كان إلى جانبه في الطائرة ولم يكن الأخير من أفراد المنتخب. وأمضى أياماً عدة محجوراً في كوريا ولم يلعب معنا المباراة التي خسرها المنتخب 1 – 2. وفاتح جرادي المدرب بهذه الواقعة في اليوم الأخير بالامارات حيث شرح له صعوبة مرافقة المنتخب إلى كوريا. والمسألة حالياً في عهدة الاتحاد الذي يعود له اتخاذ القرار المناسب بمستقبل جرادي مع المنتخب، وذلك بالتنسيق مع الجهاز الفني.

وعن تألق الحاس مصطفى مطر اعتبر عبد النور ان الأمر لم يكن مفاجئاً فهو في المنتخب منذ فترة، وهو مجتهد في المران ويسعى لتقديم الأفضل دائماً. وبرأيي إنّ تألقه ليس مفاجأة بل فخراً للبنان بولادة حارس من طراز رفيع. وهذا التألق الباهر أعطى الثقة لباقي اللاعبين في مباراتي الامارات وكوريا الجنوبية. والمدرب هاشيك أشاد بأداء مطر في المؤتمر الصحفي بعد مباراة الامارات حيث اختير أفضل لاعب في اللقاء، وبعد مواجهة كوريا. وأملنا أن يكمل مسيرته بنجاح في قادم المباريات.

وعن تعاطي الإعلام الاماراتي والكوري مع منتخب لبنان قال: “كانت هناك إحاطة كبير بمنتخب لبنان بالإمارات. ونظم تلفزيون أبو ظبي تغطية خاصة ركزت على المنتخب، وذلك كونه صاحب الحق الحصري بالنقل. وكتبت الصحف الإماراتية كثيراً عن المنتخب قادم من بلد يعاني الأمرين اقتصادياً ومعيشياً. وفي كوريا عكس حجم الأسئلة الكثيرة التي توجهت لهاشيك في المؤتمر الصحفي، اهتمام الصحافة الكورية بالمنتخب اللبناني.

واعتبر بأنّ التفاعل بين اللاعبين المقيمين والمحترفين كان ممتازاً ولا سيّما أنّ بعض المحترفين سبق لهم اللعب في لبنان، ولديهم الخلفية عن بلدهم الأم. وهم لم يقصروا في واجباتهم، علماً بأن هادي غندور كان العنصر الوحيد الوافد حديثاً إلى صفوف المنتخب.

أما المدرب هاشيك فهو شخص محترف بكل معنى الكلمة. إذ سبق له أن درب في اليابان وفرنسا والإمارات، ولديه سجل حافل كلاعب وكمدرب. وهو أفاد من وجود الجهاز الفني السابق بقيادة جمال طه معه، ما أفاده كثيراً في تكوين المعطيات والمعلومات عن كل لاعب.

وهو مدرب هادئ، ويعرف كيف يتعامل مع الفترات الصعبة من المباريات، وهو أمر جيد. وعلى رغم الخسارة أمام كوريا فان المنتخب بدأ يكون شخصيته التي ستتوضح أكثر في المباريات المقبلة.

والتغيير في أي منتخب يحتاج إلى الوقت، وأي مدرب لا يملك عصا سحرية يستطيع فيها تغيير الأداء بين ليلة وضحاها، ومن يقول عكس ذلك فهو لا يفقه في كرة القدم، فالبناء يحتاج الى وقت طويل وقاعدة وبنية تحتية، وهو أمر غير متوفر في لبنان للأسف.