المازوت الإيراني على الباب: الدولة غائبة.. والأميركيون “بعدين منشوف”

لبنان 15 أيلول, 2021

كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:

بحسب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، غدا تدخل قافلات المازوت الايراني الى الاراضي اللبنانية… “لوجستيا”، كل شي حاضر للبدء بتجارة المحروقات، فالى جانب الاستعدادات للاحتفالات “العفوية” بـ”الانجاز الجديد”، وانتظار وزارة الطاقة لاصادر جدول اسعار المشتقات النفطية، ليحدد سعر “مازوت ايران”، أعلنت شركة الأمانة للمحروقات -التابعة للحزب – استعدادها لتوزيع مادة المازوت بناءً لقرار نصرالله، حيث وضعت الشركة أرقام هواتف – تشمل كل الاقضية والمحافظات- لاستقبال الطلبات يوميًا (باستثناء يوم الأحد) من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الخامسة عصرًا.

لكن امام كل هذه الاجراءات لاستقبال ما بين 70 و80 صهريجا بحمولة إجمالية تقدر بثلاثة ملايين ليتر مازوت، وستمتد القافلة على نحو 3 كيلومترات، لتصل الى بعلبك خلال ساعات، يبقى السؤال: اين الدولة؟ فحتى اللحظة، تبدو وحدها الغائبة او المغيبة. وفي وقت هي عاجزة عن توفير المحروقات لشعبها “الواقف بالطوابير” امام المحطات نتيجة فقدان العملات الصعبة… اتى حزب الله ليتحرك، لا سيما بعدما اعلن امينه العام انه لن يترك شعبه يجوع.

اشار مرجع امني سابق الى ان لا دور للسلطة الامنية في ادخال المحروقات الى لبنان، بل الامر على عاتق السلطة الجمركية التي يمكنها ان تطلب المؤازرة من الاجهزة الامنية.

ولفت المرجع الى ان حزب الله لن يحتاج الى اي “دعم” امني كون لديه ضابطة امنية مثله مثل الدولة، سائلا: هل سيدفع ما يترتب على هذه البضائع من رسوم وضرائب، مع العلم انه ليس معروفا ما هي نوعيتها وما اذا كانت ملائمة للسوق اللبناني ومطابقة للمواصفات التي وضعتها الدولة لمثل هذه المواد.

وهنا سئل المرجع: لكن نصرالله أعلن أن “نسبة معينة من سعر الكلفة سنتحمله نحن ونعتبره هدية وهبة ومساندة للشعب اللبناني من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله؟ فاجاب: اي هبة يفترض بالحكومة ان تجتمع وتقبل بها، كما ان تتخذ القرار من اجل مرورها عبر اراضيها من دون ضرائب.

وردا على سؤال، اشار المرجع الى ان ما يجري على الارض من ايران الى سوريا وصولا الى لبنان، هو نتيجة غض النظر الاميركي عن العقوبات المفروضة على الاطراف الثلاثة المعنية (طهران، دمشق، وحزب الله) على غرار النفط العراقي الذي مر عبر الاراضي السورية في مرحلة سابقة.

واضاف: “غض النظر” هذا هو نتيجة الوضع اللبناني المأزوم جدا لا سيما على المستوى المعيشي، حيث تبين ان فرض العقوبات من اجل محصارة حزب الله، ادى الى نتائج عكسية، فالحزب الوحيد غير المحاصر في حين ان الشعب اللبناني بأسره تحت الحصار.

وختم: سمح الاميركيون بدخول النفط الايراني راهنا لكن “بعدين بشوفوا”.

أخبار اليوم