حكومة الـ”لا اختصاصيين”.. الرجل المناسب في المكان غير المناسب!

كتبت
Aya Hamdan
كتبت هانية رمضان لـ”ليبانون نيوز”:
وأخيرا تشكلت الحكومة بوزرائها الـ24 بعد عام من الفراغ، والمحاصصة وتذليل العراقيل.
في المشهد العام، وكما تحاول السلطة القول، فإنّ وزراء هذه الحكومة هم من غير السياسيين وجميعهم يتمتعون بسير ذاتية حسنة، وبخبرات وكفاءات، وهم أيضاً من الرائدين في مجالاتهم إن الاقتصادية أو الصحية أو الثقافية…
هذ الكلام بقى حبراً على ورق، حتى بدء عملية التسليم والتسلّم، والتي رسخت خلال لقاءات تلفزيونية سريعة الانطباع العام حول الوزراء.
وفي مراجعة للحقائب وللسير، نجد أنّ الأمور جرت على مبدأ “من كل وادٍ عصا”، إذ أنّ العديد من الوزراء استلموا حقائب لا تدور في فلك اختصاصهم، ولو حصل العكس، لكنّا قلنا إنّ هذه الحكومة ستكون ربما حكومة انقاذ.
ومع أنّ تشكيل الحكومة قوبل بترحيب عربي ودولي، إلا أنّ قدرتها على إخراج البلد من الانهيار ما زال موضع شك.
وفي قراءة سريعة، يدرك المتابع أنّ هذا الترحيب الذي حاول السياسيون الإضاءة عليه لا يرتبط بتركيبة الحكومة، بل بالخروج من الفراغ الذي سيطر على لبنان في الشهور الأخيرة، ما جعل التشكيل “خطوة إيجابية” بغض النظر عن أسامي الوزراء الذين سيقودون هذه المرحلة.
لبنانياً، لا يعوّل الشعب كثيراً على هذه الولادة الحكومية باعتبار أنّ الطاقم السياسي الجديد لن يختلف عمّا سلفه، وكل همّ اللبنانيين يرتكز على تأمين لقمة العيش.
وهذا إن يدل على شيء، فعلى الإحباط، فبعد ثورة 17 تشرين التي دامت لشهور عدة والتي طمح فيها المواطن إلى التغيير وإلى حكومة اختصاصيين، خيّم اليأس على الجميع، وأصبح جلّ ما يهم اللبناني هو أن يؤمن ضروريات الحياة اليومية.
وحتى لا نجلد الحكومة، فإنّ الأمر يستحق قليلاً من الإنصاف.. فهناك وزراء تولوا حقائب تليق بهم، كالصحة، الدفاع، الصناعة والإعلام..
ومع التهليل الذي رافق دخول مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض إلى وزارة الصحة، إلا أنّ خطوة الإعلامي جورج قرداحي لم تكن موفقة بعدما أدلى بتصريح فور وصوله إلى مطار بيروت حاول من خلاله أن يملي على الإعلام ما يجب أن يكون وما لا يكون..
أما تصريحات الوزراء التي شهدناها في عملية التسليم والتسلّم، فلا تعدو الكلام الشاعري الذي “لا جمرك عليه”، أو قصص ما قبل النوم المملة..
إلى ذلك يبقى السؤال: عن أي حكومة اختصاصيين أو إنقاذ نتحدث؟