قصر بعبدا يقوّض الحرية ويصادر دور القضاء: الرئيس عون خط أحمر!

خاص 18 أيلول, 2021

كتبت هانية رمضان لـ”ليبانون نيوز”:

يتابع قصر بعبدا “القمع”، الذي انتهجه منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية في العام 2016. فمنذ ذلك الوقت ارتفعت وتيرة التوقيفات في صفوف الناشطين، سواء على خلفية آرائهم أو حتّى على خلفية منشورات كتبوها عبر مواقع التواصل.
كذلك زادت الضغوطات على الإعلام، وبعد البلبلة التي أحدثها قصر بعبدا العام الماضي، بعد منعه فريق قناة الـ”MTV” من الدخول لمتابعة الاستشارات النيابية، ها هو يكرر اليوم هذه السياسة، ويعمد إلى منع الإعلامية ليال سعد من دخول القصر، مطالباً من قناة “الجديد” استبدالها.
ومنع سعد أتى على خلفية سجال سابق حصل بينها وبين أحد مسؤولي الأمن في القصر، على خلفية تسميتها الرئيس “عون” دون أيّ لقب!
ولمّا كانت الـ”MTV” قد ردّت على عون بجملة “قصر بعبدا مش بيت بيّك”، فإنّ الجديد اتخذت قرارها بمقاطعة نشاطات القصر واللجوء إلى القضاء!

سياسة كمّ الأفواه الّتي يعتمدها القيّمون في القصر الجمهوري، وصلت أيضاً إلى “تويتر”، حيث تمّ حظر كل معارضي الرئيس من قبل الحساب الرسمي لرئاسة الجمهورية.

وفي متابعة لكلّ هذه التطوّرات، أشارت المحامية دانا حمدان في حديث لـ”ليبانون نيوز”، إلى أنّ “هناك تراجعاً في المشهد اللبناني من ناحية احترام حرية الناشطين والمواطنين في التعبير عن آرائهم الخاصة”.
وقالت حمدان إنّ “الدستور اللبناني يكفل حرية التعبير، وبالنسبة لقانون العقوبات فهو يُجرّم القدح والذمّ ضدّ المسؤولين وقد تصل العقوبة إلى السّجن لمدّة عامين إذا تمّ التعرض لرئيس الجمهورية”.
واعتبرت حمدان أنّ “القصر الجمهوري يضع مكانه في موقع السلطة القضائية ويتخذ العقوبات التي يراها مناسبة لمكانته”، مؤكدة أنّ “مناداة الرئيس ميشال عون من دون لقب ‘رئيس’ لا يعتبر إهانة، ولا قدحاً ولا ذمّاً، وبالتالي لا عقوبة عليه، كذلك فإنّ الانفعال بالكلام لا يندرج في خانة القدح والذم والتحقير”.
واستغربت حمدان من تصرف القصر الجمهوري تجاه الإعلامية ليال سعد، قائلة: “الدولة تنهار والرئيس باله مشغول بالألقاب، وفي حال كان الرئيس على حق فهناك طرق قانونية تُتخذ عبر القضاء وليس عبر القصر الجمهوري”، مضيفة: “لبنان في الماضي كان يتميز بحرية الصحافة والرأي ولكن هذه الحرية أخذت تنخفض يوماً بعد يوم في عهد الرئيس عون حتّى أصبحت حبراً على ورق”.

إذاً، في عهد “القمع”، بات طموح المواطن هو وصول هذا العهد إلى نهايته. عهدٌ لم يبذل أي جهد للخروج من دوامة الانهيار، بل عوضاً عن ذلك أخذ يلاحق كل من ينتقده ويتخذ بحقه التدابير التي يراها مناسبة!