“السرفيس” بـ 10 آلاف و”الفان” بـ 5 آلاف.. اللبناني بات يحلم بوسيلة نقل رخيصة!

كتبت
Aya Hamdan
كتبت آية عميرات لـ”ليبانون نيوز”:
“شو دفعت أجار طريق اليوم؟ “، هو السّؤال الذي يتبادله الّلبنانيون، مع انفجار أزمة المحروقات وارتفاع أسعارها، والفوضى التي اعترت قطاع النقل المشترك. فأصبح كلّ سائق على “سرفيسه” يصيح.
هذه الأزمة، تفاقمت مع إهمال الاتّحادات المعنيّة لهذا الموضوع، أمّا وزارة الأشغال وهي الجهة المعنيّة بالدرجة الأولى بمتابعة هذا الملفّ، فلم تعلن عن أيّ تعديلٍ للتّعرفة، فبقيت التّعرفة الرّسميّة المفترضة هي 6 آلاف ليرة!
هذه التّعرفة كما قلنا “مفترضة”، فعلى طرقات لبنان تختلف التّسعيرات، إذ يبدأ “السرفيس” من 15 ألف ليرة، ويرتفع وفق ما يريد السّائق أو يطلب، دون حسيبٍ أو رقيب.
ومع هذا الارتفاع لا تزال الشّكوى هي الحاضر الأوّل، فأصحاب السّيارات يمنّون الركاب بالتّعرفة، ويطربونهم بالأحاديث حول ارتفاع سعر صرف الدولار، والمصائب التي تقع على رؤوسهم عند إصابة مركبتهم بأيّ عطل.
وكلما تغيّر سعر صفيحة البنزين، ارتفعت التّعرفة تلقائيّاً، ووفق بورصة السّائقين، هم دائماً في ميدان الخسارة، ليرفعوا التّسعيرة بعد آخر تعديل لأسعار المحروقات إلى 20 ألف ليرة.
السيد أسامة، وهو سائق تاكسي في بيروت، يشكو لـ”ليبانون نيوز”، يوميّاته، فيؤكد أنّ “لا ربح”، مطالباً الدولة بـ”دعم المحروقات الّلازمة للسّيّارات العموميّة، كي يتمّ تثبيت سعر تعرفة النّقل”.
أكثر ما يزعج أسامة الشّتائم التي يتعرّض لها: “المواطن يقوم بشتمنا، مع العلم أنّنا ضحايا مثلهم. ونحن نتمنّى أن تدعم الدولة البنزين للسّائقين العموميّين لكي نخفّض التّسعيرة ونثبّتها”.
ويشدّد أسامة على أنّ “الوضع المادي صعب جداً، ونحن نقاوم كي نستمر”.
أزمة المحروقات لم تنعكس فقط على التّسعيرة، بل على عدد السّيارات العاملة الذي انخفض بشكلٍ كبير.
أمّا المواطنون فاختار العديد منهم السّير على الأقدام، إمّا لغياب”السرفيس” أو لغلاء “أجار الطريق”.
ومع أنّ القطاعين العام والخاص، رفعا بدل النقل من 8000 ل.ل. لليوم الواحد، إلى 24000 ل.ل إلى أنّ هذا المبلغ ما زال ضئيلاً جداً مقارنةً بما يترتّب على الموظّف من مدفوعاتٍ.
إلى ذلك كان رئيس اتّحادات نقابات النقل البري ”بسام طليس” قد طرح خطةّ لدعم السّائق العمومي، وأنّ هذه الخطة تقوم على أسس منها:
– قيام الدولة باتفاقات مع محطّات حصريّة في جميع المحافظات.
– اعتماد “بون” للبنزين يتضمّن إسم السائق ورقم السيارة، وربما إسم المحطّة.
– حصول السيارة العمومية والفانات ما دون 14 راكباً على صفيحة بنزين يومياً بسعر 100 ألف ليرة للصّفيحة
– الحصول على 500 ألف ليرة مقطوعة شهرياً بدل صيانة وقطع غيار، إلى جانب البطاقة التمويلية
وأعلن طليس، اليوم الجمعة، أنه تم الإتفاق مع وزير الأشغال العامة ”علي حمية” على آلية الدعم، وبعض الشروط والتفاصيل، مضيفاً: “إذا حصل ما نأمله ستنخفض تعرفة النقل إلى 10 آلاف ليرة للسرفيس، و5 آلاف للفان، و4 آلاف للأوتوبيس”.