شتاء “جهنمي” ينتظر اللّبنانيّ هذا العام
كتبت بشرى الوجه لـ”ليبانون نيوز”:
اعتاد اللبناني في موسم الشتاء من كلّ عام على سماع تسميات تُطلق على العواصف التي تجتاح البلاد، بين “إلكسا” و”زينة” و”أولغا”.. ولأننا نعيش هذا العام في “جهنّم” التي كنا قد وُعدنا بها، نقترح أن تُسمّى العواصف على أسماء الزعماء والمسؤولين، حسب شرور إرتدادها على اللبناني، أو أن يُنسب الإسم إلى المصيبة التي تحلّ بالمواطن، مثلًا “عاصفة العتمة الشاملة” أو “عاصفة دولار الـ25”..
هي معاناةٌ ومآسٍ يومية متنوّعة يعيشها اللبناني مع الموسم الذي يُفترض به أن يكون خيرًا كما هو في كل بقاع الأرض.
مع البرق ينقطع التيار الكهربائي، ومع الرعد تنقطع خدمة الإنترنت، ومع كل “شتوة” تطوف الشوارع. هذا ما اعتاد عليه اللبنانيون، إلّا أنهم هذا العام على موعدٍ مع الشتاء الأقسى ومصائبه الأعظم.
معاناة الطرقات هذا العام ستكون مضاعفة، ستتحول إلى مستنقعات يغرق المواطنون فيها لساعات، وأنفاق تصبح أنهاراً تفيض بالردم والنفايات، فيما أعمال الصيانة متعثرة في ظل تأخر القرارات وغياب التمويل.
وزارة الأشغال تشكو من عدم فتح الاعتمادات لإنجاز صيانة الطرقات، والبلديات تئن من فراغ صناديقها، والمتعهدون يطالبون بمستحقات سابقة ولا يتلقونها، والنتيجة صيانة متعثرة تسعى كل جهة لإنجازها بما تيسر.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع سعر المازوت، الذي تحتاجه آليات الصيانة للعمل، كما أن العمال ليسوا مستعدين لبذل الجهود مع رواتب تكاد تكفيهم لأسبوع فقط.
التدفئة هي عبء إضافي على المواطنين هذا العام، خصوصاً على سكان المناطق الجبلية والبقاعية، فهي لن تكون مؤمنة بسبب الانقطاع شبه التام للكهرباء، وتقنين المولدات الذي يفوق الـ15 ساعة يومياً، وغلاء كل أنواع المحروقات، خصوصاً المازوت والغاز، فستكون التسعيرة كما أوضحت نقابة موزعي الغاز، على سعر العشرين ألفاً، ما يعني أن القارورة سيرتفع سعرها إلى أكثر من مئتي وعشرين ألف ليرة، هذا إذا ما بقي دولار السوق السوداء على العشرين ألفا!
وتحضيرًا لهذه الأزمة المستجدة، بدأ مواطنون وخاصة ممن يسكنون خارج شقق الأبنية المشتركة، بإدخال الحطب إلى منازلهم بهدف الطهو والتدفئة، مستعيدين مواقد الماضي القديم، يوم كانت مادة الغاز غير متوفرة في غالبية المنازل.
مآسي الشتاء هذه ستترافق مع الأزمات الحالية والتي ستبقى في مسارٍ تصاعدي، من غلاء وفقر واسشتفاء، بالإضافة إلى إصابات فيروس كورونا التي تزيد مع كل موسم شتاء.
للأسف لم يعد في لبنان مواسم خير، ولم يعد اللبناني ينتظر خيرًا من مسوؤلين جهنميين، قلوبهم صاقعة. إن الخير الوحيد الذي ينتظره اللبناني هو تذكرة سفر تُخلصه من جحيم بلده.