تمسّك البيطار يشعل الثّنائيّ الشّيعي.. وتهديد بـ”حرب أهلية”

خاص 14 تشرين الأول, 2021

كتبت

Aya Hamdan

كتبت هانية رمضان لـ”ليبانون نيوز”:

بعد مرور أكثر من عامٍ على كارثة انفجار مرفأ بيروت، ما زال التّحقيق يواجه عقباتٍ عدّة، أهمّها التدخّل السّياسي، هذا التدخّل الذي أدّى إلى تنحية المحقّق العدلي السّابق القاضي فادي صوّان، فشل في ترهيب القاضي طارق البيطار، الذي كان ولا زال مصرّاً على متابعة مهمّته فاستدعى كبار المسؤولين.

“حراك” البيطار، استفزّ الثّنائي الشّيعي، خاصّةً بعدما أصدر القاضي مذكّرة توقيف غيابيّة بحقّ وزير المال السّابق علي حسن خليل على خلفيّة امتناعه ووكيله القانوني عن حضور جلسة الاستجواب.

ولأنّ “الثّنائي”، لا يتقن إلّا لغة الفوضى، دعا إلى التّحركات واستحضر مشاهد الحرب الأهليّة، وذلك بعدما فشلت التّهديدات التي سبق ووجّهها إلى القاضي.

فالتّهديد الأوّل كان من رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا الذي مرّر رسالته الغاضبة عبر إحدى الإعلاميّات إلى القاضي طارق البيطار.

أما التّهديد الثاني فمصدره الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “شخصياً”، والذي شنّ في خطابه الأخير هجوماً عنيفاً على القاضي طارق البيطار.
وكأنّهم يقولون أنّ تهديد وفيق صفا ليس بمزحة وعلى البيطار أن “يفل”.

كلام نصرالله أوضح بما لا يدعو للشكّ أن “نخبة” الحزب على أوجّ الاستعدادات للنّزول إلى الشّارع في حال عدم تبديل البيطار بقاضٍ “غير مسيّس” و”شفّاف” أو بمعنى آخر قاضٍ يرتهن إليهم.
وبالفعل تُرجم كلام الأمين العام اليوم على الأرض ونزلت ” النخبة” السّلمية إلى منطقة الطيونة بيدها السّلاح وفي جيبها القذائف.

وسريعاً ما تحولت الطيونة إلى ساحة معركةٍ في مشهد أشبه ما يكون بالحرب الأهلية، التي استذكرها اليوم اللبنانيون بكلّ تفاصيلها بدءاً من المدارس وخوف الطلاب وصولاً إلى مشهد القنّاصين وهرب المواطنين الآمنين من منازلهم.

هو الحزب الذي كلّما ضاقت عليه الأمور يلوّح بسلاحه، ترهيباً لكلّ شيء، حتّى للعدالة.

حملة الحزب على البيطار لم تقتصر على الفوضى والخطابات، بل وصلت إلى حدّ التّهديد بالانسحاب من الحكومة.

إذاً، الحزب يقول اليوم للّبنانيين ساسةً وشعباً، إمّا البيطار أو أمنكم وحكومتكم..

ولكنّه تناسى هذه المرّة أنّ انتصار البيطار هو انتصارٌ للبنان، وأنّ اللبناني لن يتحمّل المزيد من الهزائم.