“بروفا” الحرب الأهلية.. الثّنائي الشيعي يحيي “البوسطة”

لبنان 14 تشرين الأول, 2021

كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:

المشهد كما بدا من خلف الشاشات..
طلقاتٌ ناريةٌ اخترقت الأبنية، سكّانٌ محاصرون، خائفون. أطفالٌ تحوّلت صفوفهم الدّراسية لملاجئ. ومسلحّون وقنّاصةٌ استباحوا الشّوارع بإطلاق النار عشوائياً..

فجأة، تحوّلت مستديرة الطيّونة إلى ساحة حرب، وأعادت إلى الأذهان أهوال الحرب الأهلية.
الزمن عاد إلى الوراء ثلاثين عاماً، لاشيء تغيّر، خطوط التّماس القديمة ها هي نفسها..
أوليست هذه المنطقة التي شهدت اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975!

اليوم، لا شيء تغير، المليشيات نفسها ما زالت حاضرةً وشاهدة، والأمكنة أيضاً.
هو ببساطة طريقٌ رئيسيٌّ يفصل بين أحياءٍ بعضها “مسيحيّ الهويّة” فيما البعض الآخر يحمل “الهوية الشيعية”.
الشبّان هنا، هم جيران عادة، أصدقاء، معارف، ولكن اليوم كل شيء تغيّر!
هناك خطّ تماس، هناك حرب، هناك حالةٌ من الرعب!

“رمّانة” الطيونة، كانت المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار، والمحاولات المستميتة من قبل الثنائي لكفّ يده.
ولمّا فشلوا في السّياسة احتكموا للشارع فكانت الاشتباكات!
أما تهمة البيطار بالنسبة لهؤلاء فهي “الاستهداف السياسي”، وكأنّه أخطأ بادّعائه على شخصياتٍ سياسيّةٍ كانت على علمٍ بالمواد المتفجّرة التي حوّلت المرفأ إلى رماد!

التظاهرة التي قيل إنّها “نخبوية”، كانت تحت عنوان المطالبة بإقالة القاضي، ولكن ما كان نخبوياً، تحوّل إلى حراكٍ دامٍ، أودى بحياة ستّة أشخاص وأكثر من ثلاثين جريحاً، وأحيا القناص من جديد، وهو مشهد لم يعرفه اللّبنانيون منذ انتهت الحرب الأهلية.

سكّان هذه المناطق، هم الأكثر تضرراً، فشيطان الحرب زارهم مجدداً، وقال لهم أنّ شرارةً واحدةً قادرةٌ على تشريدهم وإحراق بيوتهم وترهيب أطفالهم..

بعد أربع ساعات من “بروفا الحرب”، دخلت المنطقة في هدنة هزلية، بعدما أيقظ رصاصها وجع الماضي وقلق المستقبل. وبعدما تأكّدنا أنّنا عالقون في دائرةٍ مفرغة، فأمراء الحرب هم اليوم في مفاصل السلطة يطبخون لنا غدنا!