باسيل وخطاب “اللعب على الحبلين”!

اخبار بارزة, خاص 17 تشرين الأول, 2021

كتبت بشرى الوجه لـ”ليبانون نيوز”:

بخباثةٍ سياسيةٍ معهودة وبـ “اللعب ع الحبلين”، صوّب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سهامه على الجميع على طريقة “تعا ولا تجي”.

أول “حبال” باسيل لفّت حول نزاهة التحقيق في جريمة مرفأ بيروت، إذ اعتبر أن هناك بعض التحيز في التحقيق، غير أنّ الصهر المعجزة، عاد وناقض كلامه، قائلاً: “من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هناك تسييس من جانب قاضي التحقيق طارق البيطار”.

وفي ما يخص معركة عين الرمانة – الطيونة، انتقد باسيل الثنائي الشيعي قائلاً “لا للتهديد بالشارع، والسلبطة مرفوضة سواء كانت من الذين هجموا بلا تفكير”، ليعود ويؤيّده بالقول: “التعبير عن الرأي لا يبرر الرد عليه بالعنف. حتى لو حمل المتظاهرون شعارات مستفزة، ولكن هذا لا يبرر القنص”.

أما فيما يتعلق بموقفه من مسألة سلاح “المقاومة”، فاعتمد الازدواجية فهو مع هذا السلاح وضدّه في الوقت ذاته. ودعّم موقفه هذا بعبارتين، الأولى مضمونها: “نحن مع قرار الحرب والسلم بيد الدولة”، أما الثانية فكانت في سياق بيع المواقف للحزب، فأعقبها بالقول “لكن من دون خسارة حقنا المقدّس بالدفاع عن النفس لصالح العدو”.

اللعب على الحبلين، لم يسلم منه حتى الموقوفون في تفجير مرفأ بيروت، فكان باسيل مع التوقيفات وضدّها، فبينما طالب القاضي البيطار بالإفراج عن “مسؤولين لا يزالون موقوفين، رغم أنهم قاموا بعملهم”، عاد ودعاه إلى إحضار الجميع والتحقيق معه!

هذا على صعيد الازدواجية، أما على صعيد المضمون فحمل الخطاب الباسيلي سهاماً انتخابية، إذ حاول رئيس التيار الوطني الحر سحب البساط المسيحي من تحت “القوات اللبنانية”، لاسيّما وأنّ الشارع المسيحي “تنفس الصعداء” بعد معركة الطيونة – عين الرمانة، وشعر بأنّ هناك طرفاً مسيحياً باستطاعته حقاً مواجهة فائض القوة لدى “حزب الله” واستعادة التوازن في الشارع اللبناني.
ولهذا الغرض، سخّر باسيل الحيّز الأكبر من الخطاب للتذكير بتاريخ القوات الدموي، قائلاً: “هناك شخصٌ كلما حاول تنظيف نفسه يعود و”ينجوي” بسفك الدم”، قاصداً بذلك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

ليؤكد في المقابل أن التيار الوطني الحر، هو تيار غير عسكري، يعمل على حياكة التفاهمات لإلغاء خطوط التماس والمحافظة على السلم الاهلي، مذكراً بأنّ “التيار أنجز تفاهم مار مخايل ليعيش الناس بطمأنينة، فيما العالم يضع ثقله لفرط هذا التفاهم”.

وهنا يضع باسيل المسيحيين أمام مشهدين، مشهد “مار مخايل” مقابل مشهد “الطيونة”.

وفيما يتعلق بدعم القضاء العدلي، فرفض باسيل سلوكيات الحزب في تخوين كل من يعارضهم، مذكراً إياهم بقدرة رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره على معارضة الحزب رغم التحالف معه.
كما ذكّر بكلامٍ سابقٍ لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، ومضمونه “إن الضعيف بروح على القضاء”، معتبراً أنّ هذا الكلام يعتبر “معاكسة لمنطق الدولة والعدالة”.

رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لم يسلم أيضاً من سهام باسيل، وكيف لا وهو منافسه على كرسي بعبدا، فصوّب عليه من بوابة حماية فرنجية لوزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس.

هكذا، يضع باسيل نفسه دائماً في إطار المظلومية السياسية. هذه هي سياسة “الحبال” التي اعتاد عليها، وهكذا يتحضّر للدخول إلى الانتخابات النيابية بخطابات متغيّرة مملة.

لكن ما لا يدركه باسيل أن خطاباته المتبدلة وفقاً للظروف، لم تعد تجدي نفعاً ولا تُعدل مزاجاً.. ولا تقنع ناخباً!