الحرب الأهلية.. كيف تُطفَأ ولدينا مئة ألف مقاتل؟

خاص 21 تشرين الأول, 2021

كتبت

Aya Hamdan

كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:

ما شهدناه يوم الخميس 14 تشرين الأوّل، ليس إلا ساعات من حرب أهلية مصغرة، أو لنقل “ميني حرب”، سرقت أحداثها مما سبق ورأيناه خلال 15 عاماً من الدم بدأت مآسيها ببوسطة عين الرمانة في العام 1975 وانتهت بتسوية “على الطريقة اللبنانية” في العام 1990!

لم يختلف شيء، الموقع نفسه، عين الرمانة، وكأن قدر الأهالي هنا أن يأتي دوماً من يذكرهم أنّ أرضهم خصبة للحروب والنزاعات الأهلية.

هذه المرة البوسطة لم تنفجر، وعوضاً عن إطفاء رمادها، حلّ الخطاب المتعالي، فخرج أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وهو يقول لنا أنّ لديه 100 ألف مقاتل!
طبعاً، من الصعب التأكد من دقة العدد، ولكن الأكيد هو نبرة التهديد التي سيطرت على خطاب السيد، أما الجهة المهدَّدة فهي حزب القوات اللبنانية ممثلاً برئيسه سمير جعجع، هكذا أحيا الحزب لغة الحرب بالاستقواء، وبالطلب من الآخر مراجعة حساباته قبل أن يفكر مجرد التفكير في الذهاب إلى اشتباكٍ معه.

لم يتردد نصرالله في التأكيد أنّهم اليوم أقوى مما سبق، فهو يملك ترسانة أسلحة قوية، وهو الحزب الوحيد الذي شرّعت الدولة سلاحه بعد الحرب الأهلية، تحت ذريعة مقاومة اسرائيل. مع العلم أنّ اتفاق الطائف يمنع على أيّ حزب لبناني التسلّح.
سلاح الحزب اليوم بات يذكّر بالحرب الأهلية، فالتظاهرة التي تحولت لاجتياح بالأسلحة الرشاشة والثقيلة أحيت الخوف في النفوس.

فهل الحزب أو الثنائي الشيعي، على استعداد لفتح جبهات وحروب لطمس التحقيق في تفجير مرفأ بيروت؟ وما الذي يخيفهما من التحقيق ونتائجه؟!
هذه الأسئلة أجوبتها حتماً لدى قاضي التحقيق طارق البيطار الذي يواجه وحده منظومة فساد، والذي على ما يبدو ما زال مصرّاً على المتابعة إلى الختام، كي يقول لنا: من أدخل النيترات؟ ومن خزنها؟ ولأي هدف!