لبنان إلى الظلام والـ”توكتوك”: إنّه الفساد يا عزيزي

خاص 24 تشرين الأول, 2021

كتبت

Aya Hamdan

كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:

مما لا شكّ فيه أننا نعيش في بلد التناقضات، هناك صمت عجيب إزاء كل ما يدور حولنا، تقلّب، انفجار اقتصادي وانفجار أمني.
رفع الدعم كان أوّل الكوارث التي بدأت بها الحكومة الجديدة عهدها تحت مسمّى إنقاذ، أيّ إنقاذ؟ بإرسال شعب كامل إلى الهاوية.. وهنا لا بد أن نشير إلى التخبّط في تشكيل الحكومة، وعرقلتها لأكثر من عام من قبل فريق رئيس الجمهورية والذي تناسى على ما يبدو أنّ مهمته حماية البلد، لا مساعدة وحماية من يستنزفوه.

بعد رفع الدعم، تخطت “تفويلة” السيارة الحد الأدنى الأجور، فالسيارة “الي ما بتصرف”، تحتاج على الأقل لـ800 ألف ليرة. أما المواصلات فارتفعت تعرفتها بشكل جنوني، وأصبح الموظف يدفع راتبه و”طبشة” بدلاً للنقل.

رفع الدعم، أدّى أيضاً إلى ارتفاع مفاجئ في الأسعار. فالأزمة الاقتصادية انسحبت على كل شيء، حتى على النور الذي سرقته منها الدولة بفسادها، فغرقنا في ظلام ليس بعده ظلام. ولم يبقَ للمواطن المعتر إلا المولدات التي تحوّلت إلى منشار “يأكل الأخضر واليابس”، فلا ترحم المواطن ولا ظروفه، تحت عنوان “ادفع أو نقطع”.

الأزمة الاقتصادية غيّرت أيضاً من عادات اللبنانيين، فأصبحنا نرى في طرقاتنا الـ”توكتوك”، علماً أنّ هذه الوسيلة لا تنتشر إلاّ في الدول النامية والفقيرة، فتخيّلوا أنّ لبنان الذي كان سويسرا الشرق ويستورد أفخم أنواع السيارات، ها هو اليوم يعود إلى وسائل النقل “البدائية” لتوفير ثمن البنزين.
ومن لا يملك ثمن الـ”توكتوك”، لجأ إلى “القدمين”، فيقول محمد لـ”ليبانون نيوز”: “لم يعد راتبي يكفي للوصول إلى عملي، فتكلفة السرفيس بتكسر الضهر، ولذلك ارتأيت الذهاب والعودة من العمل سيراً على الأقدام”.
فيما تفكر منال في ترك عملها، فتقول لـ”ليبانون نيوز”: “راتبي لا يتخطى المليونين، وهو لا يكفي لأن أفوّل سيارتي ليومين، ولن يكفي حتى للمواصلات. فبيتي يبعد كثيراً عن مكان عملي”.

أما سامر الذي يسكن في طرابلس ويعمل في بيروت، فيضحك في حواره معنا، ويقول: “أعمل 5 أيام في الأسبوع، أي 20 يوماً في الشهر. التنقلات تكلفني يومياً كما الآتي: 15 ألف من منزلي إلى الباص، 80 ألف للباص بين ذهاب وعودة، و30 أو 40 ألف، من نقطة الباص إلى مكان العمل في بيروت. أي يومياً ما يقارب الـ130 ألف بالحد الأدنى، وبالتالي مليونين و600 ألف شهرياً، فيما راتبي لا يتخطّى الـ3 ملايين مع ألف تربيح جميلة من صاحب العمل”.

إذاً، هذه هي حالنا، وهذا الواقع الذي نحيا فيه. وهذا الظلام والانهيار الذي أوصلنا إليه الحزب المسلح.