بالتّفاصيل: لبنان بات “مسمّماً” ومناخه ملوث.. دولة فاسدة وشعب “مغيّب”!

كتبت
Aya Hamdan
كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:
يعدّ لبنان من أجمل الدّول التي تقع على حوض البحر الأبيض المتوسط، هذا البلد الذي كنّا نتغنّى بشمسه وجبله وبحره وجباله، يختنق اليوم بالملوّثات الّتي تُعرّض صحّة سكّانه للخطر.
ويعاني لبنان من ارتفاعٍ كبيرٍ في نسب التّلوّث، وقد ساهمت في هذا الأمر الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد منذ العام 2019، والتي انعكست على البيئة بدورها.
“المولّدات السّامة” مصدرٌ رئيسيٌّ لتلوّث الهواء
قبل الأزمة، كان انقطاع التيّار الكهربائيّ محدودًا ومجدولًا، وكانت الكهرباء لا تنقطع أكثر من ثلاث ساعات في العاصمة، أمّا خارجها فكانت ساعات التقنين تصل إلى 12 ساعة يومياً. هذا الحدّ من التقنين كان يغني الكثيرين عن المولّدات الكهربائية.
أما اليوم، وبعد التّدهور الاقتصادي، انخفضت ساعات التغذية الكهربائية بشكلٍ كبير، وهذا الشحّ لم يقتصر على المنازل فقط، بل تعدّاها إلى الشركات وحتى المستشفيات، فالحكومة اللبنانية باتت عاجزةً عن تأمين الاعتمادات اللازمة لتمويل الاستيراد.
في هذه الأيّام يُحرم اللبنانيون من الكهرباء ما بين 20 و24 ساعة في اليوم، وبالّتالي بات المولّد أمراً أساسياً في حياة اللبناني، وتعمل المولدات في كثيرٍ من الأحيان طيلة أيام الأسبوع ولمدة 24 ساعة، وهذا أمرٌ لم يحصل من قبل، وفقًا لدراسةٍ أجرتها نجاة عون صليبا، أستاذة الكيمياء في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وأظهرت هذه الدراسة أنّ التشغيل المكثّف للمولدات تسبّب بزيادة المواد المسرطنة في الهواء بنسبة 40 %.
من جهتها، تصف منظمة السلام الأخضر، وهي منظمةٌ لبنانية غير حكومية، الوضع بـ”المخيف”، وتستند الجمعية إلى دراسةٍ جديدة حول تلوث الهواء في الشرق الأوسط، ونتائج الدراسة مقلقة للغاية.
ووفق الدراسة يُقدّر عدد الوفيات المبكرة سنويًا في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحوالي 65,000 حالةٍ جرّاء تلوّث الهواء النّاجم عن المولّدات، أما في لبنان، فقد بلغ متوسط العدد التقديري للوفيات المبكرة في لبنان 2,700 حالة، أي بمعدّل 4 وفيات لكل من 10 آلاف شخص، وهي من أعلى المعدلات في المنطقة، مع العلم أنّ لبنان ليس دولةً صناعيّة، أما المشكلة فهي في نقص التغذية الكهربائية.
إلى ذلك، شهد لبنان ارتفاعاً في أعداد المصابين بالأمراض التنفسية، كالربو وغيرها. وقد ربط الأطباء بين هذا التلوث وبين المولدات التي تعمل بالمازوت.
وفيما يعاني مرضى الربو من انتكاسات متزايدة ويتم نقلهم إلى الطوارئ، فإنّ الأشخاص الذين ليس لديهم حساسية يعانون أيضاً من السعال ومن التهاب القصبات الهوائية.
الحكام في لبنان فاسدون
في ظل عدم تحرك الحكومة المعطلة، يبحث اللبناني دوماً عن حلولٍ لمشاكله كي يدير الأزمة على طريقته.
لا يوجد كهرباء، إذاً نستعين بالمولدات.
لا يوجد ماء، إذاً نشتري الصهاريج.
الشعب في لبنان اعتاد ببساطة على هذا النمط، ولكن هذا الشعب لن يستطيع أن يحلّ محلّ الحكومة، وأن ينشئ محطاتٍ لتوليد الكهرباء.
يشار إلى أنّ لبنان قد أهدر الملايين من الدولارات التي قدّمت له كمساعدات، حيث أسيء استعمالها من قبل الفاسدين، ومن بين هذه الأموال، تلك التي تمّ تخصيصها لتنظيف نهر الليطاني وإصلاح قطاع الكهرباء..