حكومة “لالا لاند” تقود لبنان نحو الفشل

اخبار بارزة, خاص 15 تشرين الثانى, 2021

كتبت كارول هاشمية لـ”ليبانون نيوز”:

لم تتخذ  الحكومة الهشة، التي تشكلت في أيلول الماضي، أي إجراءاتٍ جادّةٍ لوقف الانهيار المالي، وكانت هناك لامبالاة غير مبسوقة، في التعاطي مع المشهد. مع العلم أنّ البؤس الذي وصل إليه لبنان لم يسجّل حتى إبان الحرب الأهلية.
وفيما يتحدّى اللبناني كل الظروف القاسية، للاستمرار، إلا أنّ المسؤولين عنه في كوكبٍ آخر، فلم تقم الحكومة المصونة حتى اليوم بأي خطوة على طريق البدء بإصلاحات ووقف الانهيار الشامل.

وكان مبعوث الأمم المتحدة لشؤون الفقر المدقع أوليفييه دي شاتر، قد أعلن في مؤتمر صحفي في بيروت، بعد زيارة إلى لبنان دامت 12 يوماً أنّ “لبنان ليس دولة فاشلة بعد، لكن حكومته فاشلة، فهي حكومة تخذل سكانها”، مضيفاً: “رأيت مشاهد في لبنان لم أتخيلها قط في بلد متوسط ​​الدخل”.

هذا التصريح لم يهز الطبقة السياسية طبعاً، هذه الطبقة التي لا تحظى بثقة الشعب بسبب وعودها الكاذبة، فالحكومة مثلاً أعضاؤها هم من نتاج الطبقة السياسية نفسها التي حكمت لبنان لأعوام وأوصلته إلى الانهيار، وبعدما راكمت الثروات على حساب الشعب.
ومع أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حمل الكثير من الوعود والآمال، إلا أنّه على ما يبدو عاجزٌ تماماً، بل أكثر من ذلك، هناك نوع من التقاعس في التحرك للتخفيف من الأزمة.
والحكومة التي بدأت عهدها برفع الدعم عن المحروقات، ها هي اليوم تتجه لرفعه تدريجياً عن الأدوية والطحين، فاليوم يدفع المستهلكون ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف ما كانوا يدفعونه قبل عام مقابل الخبز أو الحبوب أو الخضار أو اللحوم. 
أما البطاقة التمويلية والتي كانت بمثابة المنقذ للعائلات الأشد فقراً، فلم تصدر بعد، علماً أنّ 80% من اللبنانيين باتوا تحت خطر الفقر، وكانت منظمة “save the children” المعنية بحماية الأطفال، قد أعلنت الشهر الماضي أنّ “الكثير من الأطفال في لبنان لا يتناولون جميع الوجبات بسبب عدم قدرة الأهل سوى على شراء الأطعمة الأساسية والضرورية جداً”.

وفي حديث لـ”ليبانون نيوز”، تسرد منال بحرقة، المعاناة التي مرت فيها إذ كادت أن تخسر طفلتها ابنة الـ5 أعوام بسبب عدم قدرتها على تأمين الدواء، قائلة: “كنت كل ليلة أخلد إلى النوم وأنا أخاف أن تموت ابنتي وهي نائمة بسبب حرارتها العالية”.
منال الأم لثلاثة أطفال، لا تجد لا هي ولا زوجها عملاً يقيهما العوز، فتعتمد هذه العائلة في معيشتها على المعونات المتفرقة!

حال منال، حال كثيرين، فنسبة التشرد في لبنان ارتفعت بشكل كبير، وبات افتراش الطرقات مشهداً مألوفاً حتى في أرقى شوارع العاصمة!

الفساد في الدولة اللبنانية ليس وليد الأزمة، بل هو مستشرٍ فيها منذ عقود وهو الذي أوصل اللبنانيين إلى هذه المعاناة التي يعيشونها اليوم. وما من سبيلٍ لمحاربته سوى التخلص من الهيمنة على مؤسسات الدولة والعمل الجاد للنهوض بالوطن من جديد.